هل الجهاد فقط فى بلاد الإسلام؟، ولماذا لا نرى هندوسيًا أو بوذيًا أو مسيحيًا أو يهوديًا ينفذ عمليات إرهابية بتفجير نفسه فى حشود من الناس فى المساجد، والكنائس، والمعابد، والمنشآت العامة، ونجد فقط المسلمين ينفذون هذه العمليات؟
أسئلة تحتاج إلى إجابات واضحة وشافية، بعيدًا عن التعصب والتطرف، وإخراج الاتهامات الجاهزة والمعلبة من عينة التكفير والزندقة.
اليقين أن السبب الجوهرى فى زيادة الجماعات التكفيرية والمتطرفة، مثل داعش والقاعدة وجماعة الإخوان، والجماعات الجهادية، وجبهة النصرة، وغيرها من المسميات، هو انقلاب الفقه من كونه مادة للاجتهاد إلى شكل من أشكال التقليد، والمعروف بسد باب الاجتهاد فى القرن الرابع الهجرى، إذ حُصرت المذاهب الفقهية بالأربعة المعروفة مع عدد قليل غيرها، وتوقف منذ ذاك التاريخ الاجتهاد حتى يومنا هذا، كما أصبح الحفظ والتلقين والسمع والطاعة أركان رئيسية من أركان الإسلام، وأن البحث والاجتهاد، وإعمال العقل زندقة وكفر ودجل يستوجب إقامة الحد عليهم.
هذه الأفعال الإجرامية، البعيدة كل البعد عن الإسلام، من قتل وذبح وحرق من ينطق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، والجهاد فى بلاد الإسلام، أساءت أيما إساءة للدين السمح، ودفعت أصحاب الديانات الأخرى، سواء السماوية أو حتى الأرضية، لطرح السؤال الخشن والمؤلم: لماذا لا تقع أعمال العنف إلا بين المسلمين أينما وجدوا، وأينما حلوا؟
انظر إلى بلاد المسلمين، سوريا وليبيا والعراق واليمن والجزائر ومصر والسودان والصومال وفلسطين ولبنان وأفغانستان وباكستان، وعدد من الدول الأفريقة ذات الكثافة السكانية المسلمة الكبيرة، مثل مالى ونيجيريا، وغيرها من الدول الإسلامية تقع فيها جرائم إرهابية بشعة، وانتشار الفتاوى التكفيرية.
خد عندك، وحسب الأرقام والاحصائيات التقريبية، فإن هناك 2 مليار و100 مليون مسيحى فى العالم، وهم أصحاب الديانة الأكثر عددًا، ومع ذلك لا تجدهم يتقاتلون، وينفذون عمليات قتل جماعى أو فردى، ذبحًا وحرقًا وبإطلاق الرصاص، أو تفجيرًا، فى الوقت الذى يبلغ فيه عدد المسلمين بكل طوائفهم فى العالم مليارًا و200 مليون بنسبة %21 من سكان الكرة الأرضية، ومع ذلك لا توجد دولة مسلمة إلا وتجد القتل باسم الله، بشكل يثير الفزع والرعب.
وإذا كانت الديانات السماوية ثلاثًا، إسلامية ومسيحية ويهودية، فإن تعداد الديانات الأرضية 14 ديانة، تتقدمها الهندوسية، ويبلغ عدد معتنقيها 900 مليون، ثم الديانات الصينية المتعددة، وعدد أتباعها 394 مليونًا، ثم البوذية 376 مليونًا، والغريب أن معظم الديانات الأرضية يفوق عدد معتنقيها بشكل لافت الديانة اليهودية التى يصل عدد أتباعها 14 مليونًا فقط، ورغم أن هناك 16 ديانة أرضية معروفة، بجانب العشرات من الديانات غير المعروفة، فلا توجد بينها تنظيمات وجماعات تقتل أتباعها ذبحًا وحرقًا ورميًا بالرصاص، مثلما يحدث بين المسلمين.
الحقيقة أن العيب ليس فى الدين، ولكن فى المعتنقين، فالإسلام دين الرحمة والسماحة، كيف تحول أتباعه إلى مندوبين عن الله جل شأنه فى الأرض، يتحدثون باسمه، ويقتلون باسمه، ويفجرون أنفسهم وسط المصلين فى المساجد باسمه؟
دندراوى الهوارى
لماذا يفجّر المسلم نفسه فى عمليات انتحارية.. وأتباع 16 ديانة أخرى لا؟
الجمعة، 02 أكتوبر 2015 12:00 م