يؤسفنى القول إن عددا من الساسة والصحفيين، يقدمون ما يرونه تحليلا سياسيا على طريقة «والنبى لنكيد العزال»!! فنسمع منهم أو نقرأ لهم عجبا.. فإذا أقبل الناس على صناديق الاقتراع، قالوا إن الزيت والسكر هو الذى جلبهم.. وفى حالة مقاطعة الناخب أو عزوفه عن التصويت، يعزون ذلك إلى أنهم يعاقبون الرئيس والحكومة.. وبين الرؤيتين يتم توظيف الحدث لتصفية حسابات، أو توصيل رسائل لمن يهمهم الأمر!!
الحقيقة التى لا تقبل جدلا أو مناقشة أن «الشعب هو القائد والمعلم» كما كان يؤمن ويردد خالد الذكر «جمال عبدالناصر» الزعيم الأكثر فهما وإدراكا لاتجاهات ورؤى «الشعب المصرى الشقيق»، لذلك وهب نفسه وعمره له.. وبادله الشعب حبا بحب، واحتراما باحترام.. كذلك فعل الرئيس «أنور السادات» الذى اجتهد فى الاتجاه المعاكس لطريق «عبدالناصر» ثم اعترف قبل اغتياله بخطورة ما أقدم عليه فقال: «مافيش حاجة اسمها إخوان مسلمين وجماعة إسلامية.. كله واحد»، ثم أضاف: «أنا غلطان إنى طلعتهم من السجون»، وهنا صدر حكمهم ضده باغتياله!!
انخدع الشعب فيما يسمى بجماعة الإخوان فى أعقاب ثورة «25 يناير»، وشارك الذين عصروا الليمون تلك الجماعة فى تكريس الخداع على الرأى العام.. فكانت ثورة «30 يونيو» التى توجها بيان «3 يوليو» الذى انحنى له العالم فى الأمم المتحدة، بانتخاب مصر للمقعد غير الدائم فى الأمم المتحدة.. وهو العالم ذاته الذى حرم «تركيا» من هذا الشرف قبلها بعام، وكأن دول العالم أرادت أن تقول «للمتذاكى» رجب طيب بهلوان: ليتك تتعلم من التاريخ، ماذا فعلت مصر فى بلادك وقت أن كانت إمبراطورية بقيادة «محمد على»!!
المهم أن انتخابات البرلمان حافلة بالمعانى والدروس التى تستحق المناقشة والتعلم منها، لو فعلها العقلاء والعملاء.. أما أن يحللها ويفسرها أولئك المراهقون والسذج من مدعى المعرفة والفهم والعلم - جنرالات الثقافة - فسيهدرون على أنفسهم فرصة التعلم والوعى، وسيمضى الشعب فى طريقه لانتخاب برلمان وفق رؤيته عندما اختار طريقه ورئيسه، مع تسليمى بأن التحديات جسيمة وخطيرة ورهيبة، لكن شعب مصر لديه كلمة السر ومفتاح الأمان، وليت «المحللاتية» يتعلمون!!