نعم، ليس غريبًا على المرأة المصرية، شموخها، وفخرها، واعتزازها، وحبها، وخوفها على وطنها مصر، منذ بدء العصور التاريخية وحتى الآن، فجدران المعابد والمقابر والمسلات والأهرامات، والبرديات، والحكايات، تسطر ملاحم وطنية بطولية للمرأة المصرية.
ها هى إيزيس رمز الوفاء والإخلاص، والدفاع عن الحق ضد الشر، التى مكنت ابنها حورس من استرداد عرش والده أوزوريس، رمز الخير والطيبة والوطنية، من براثن (ست) رمز الشر الذى خطط لاختطاف الوطن، ويشبه الجماعات والتنظيمات والحركات المتطرفة الآن من عينة الإخوان وحزب النور والسلفيين وداعش والقاعدة، وغيرها من هذه التنظيمات.
وإيزيس ما هى إلا سيدة مصرية من ملايين المصريات اللاتى سطرن ملاحم وطنية كبرى، مثل الملكة تى، وحتشبسوت التى رغم اغتصابها الحكم فإنها أدارت البلاد طيلة 16 عاما بكفاءة ووطنية فاقت الملوك الرجال، وآسيا زوجة فرعون موسى، ونفرتيتى ونفرتارى، وشجرة الدر، وصفية زغلول التى لعبت دورا بارزا فى ثورة 1919، وسميرة موسى، وغيرهن الكثير.
أما دور المرأة المصرية منذ ثورة 30 يونيو 2013، فتقديرى أنه الأصعب والأهم فى تاريخ مصر، فقد لعبت دورا محوريا لإعادة الوطن الذى اختطفته جماعة إرهابية، ثم شاركت فى استفتاء الدستور بكثافة وحس وطنى أدهش المتابعين والمراقبين فى الداخل والخارج، ثم تقدمت الصفوف فى انتخابات الرئاسة، التى فاز بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكان دورها فى الانتخابات البرلمانية معبرا قويا عن الحس الوطنى، وكان نزولها للتصويت أمرا ضروريا، لقهر حزب النور المتطرف، وتمكنت من قهره بالفعل.
نعم على الجميع أن يرفع القبعة للمرأة المصرية، التى وقفت حصنا منيعا أمام السلفيين والإخوان للحيلولة دون تسللهم للبرلمان، فى الوقت الذى اختفى فيه (الرجالة بشنبات)، وشباب تفرغ للشماتة والتسفيه والتسخيف على مواقع التواصل الاجتماعى (الفيس بوك وتويتر).
كما أثبتت المرأة المصرية، أنها بمائة راجل من عينة النشطاء السياسيين، والنحانيح والمتثورين اللاإراديين، واتحاد ملاك ثورة يناير، والإعلاميين المنقلبين، وطائفة عاصرى الليمون، الذين اكتفوا بالنضال خلف الكيبورد، ويتصدرون منابر النصح السياسى، والعالمين ببواطن الأمور.
المرأة المصرية لعبت خلال الساعات القليلة الماضية دورا وطنيا مدهشا ومذهلا، أثبتت فيه أنها على قدر المسؤولية، وأنها تقف فى الصفوف الأولى فى المعارك التى يخوضها الوطن بشجاعة وجسارة ودون خوف.
لابد للمرأة أن تتبوأ مكانتها الحقيقية، وبقدر عطائها لها أن تحصد المكاسب، ولا يمكن أن يستمر تعامل الدولة مع المرأة المصرية على غرار القول المأثور (فى الفرح منسيين، وفى الحزن مدعوين).
دندراوى الهوارى
المرأة المصرية سحقت حزب النور.. ولا عزاء لأصحاب «الشنبات»
الأربعاء، 21 أكتوبر 2015 11:59 ص