كان لابد أن ينفجر البركان الفلسطينى فى وجه الاحتلال ورغماً عن قادة لا يستحقون أن يكونوا فى أماكنهم سواء فى رام الله أو غزة.
كان لابد أن يبادر الشباب الفلسطينى بأن يطعنوا جنود الاحتلال بما يمسكون فى أيديهم من أسلحة، وهم يعرفون أن الجنود الذين يهاجمونهم مدججون بالسلاح ومتلازمون فى أعداد كبيرة، مما يعنى حتمية موتهم، لكنهم آثروا الموت على حالة التواطؤ ضدهم وضد أرضهم وحقهم فى الوجود، فيما يشبه الصرخة الأخيرة، فى وجه العالم.
البركان الفلسطينى الأخير يدق ناقوس الخطر بانفجار أكبر فى الأراضى العربية المحتلة، طالما ظل الوضع على ما هو عليه، احتلال يتطاول ويستمر فى قمع الشعب الفلسطينى، واستراتيجية لابتلاع جميع الأراضى الفلسطينية فى الضفة الغربية وأطراف قطاع غزة، ومحاصرة الحرم القدسى بالمستوطنات، بالإضافة إلى استقطاب العملاء من الفلسطينيين وتنشئتهم على أن يكونوا قادة المستقبل الذين يشغلون مقاعد القيادة، فيحدثون الانقسام بين فئات الشعب ويضغطون على الفلسطينيين باليأس والصمت.
لكن الشعب الفلسطينى الحى الباقى الذى يعرف مصيره ويحفظ قضيته الأساسية، ينقلب فى لحظة على كل سيناريوهات الخيانة والعمالة والاحتلال الغاشم بحلول نضالية مبتكرة، تضع الاحتلال ومناصريه فى الزاوية، وتكشف عجز القيادات التابعة التى لا تستحق مكانها، ولا تسهم إلا فى إضعاف الشعب الفلسطينى.
انتفاضة السكاكين ترعب الآن الاحتلال الإسرائيلى، وتهز اقتصاده بقوة، وبحسب مصادر الإعلام الإسرائيلى نفسه، تراجعت قوة العمل المنتظمة بنسبة ثلاثين بالمائة، أى أن ثلاثين بالمائة من الموظفين والعمال يخافون الذهاب إلى أعمالهم، ولو استمرت الأوضاع على ما هى عليه ستزداد النسبة، وستضطر الدولة العبرية للتفاوض حتى توقف امتداد الانتفاضة لجميع الأراضى المحتلة، فهل الجانب الفلسطينى مستعد لهذه اللحظة؟!
هل لدى القادة الفلسطينيين الآن القدرة على استثمار انتفاضة السكاكين سياسياً بما يحقق المكاسب المأمولة للشعب الفلسطينى، ويستعيد الحقوق المسلوبة؟ أم أن على الشباب الفلسطينى أن يزيح القادة الموجودين حالياً فى الضفة والقطاع وأن ينتخب ممثلين جدداً يناسبون اللحظة النضالية الراهنة، ويستطيعون حقاً التعبير عن معاناة الفلسطينيين وطموحاتهم؟!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة