الجماهير هى صاحبة الحق فى العزل والإقصاء، وليس الإخوان وعمرو حمزاوى وعصام سلطان، وغيرهم من الذين جعلوا كلمة «فلول» سيفا مسلطا فوق رقاب الأبرياء، واستخدموها كفزاعة للعزل المزاجى وتصفية الحسابات السياسية، وكانت «البروفة» الأخيرة الفاشلة فى الانتخابات البرلمانية، بتخويف الناخبين من عودة نظام مبارك ورموز الحزب الوطنى وإعادة إنتاج النظام القديم، وانتشرت دعوات المقاطعة وعدم المشاركة وصاحبها صخب وضجيج مفتعل حول المقاهى المزدحمة واللجان الخاوية، ولكن جاءت نتيجة المرحلة الأولى برسالة واضحة «لا للعزل»، واختار الناخبون كثيرا من العناصر النظيفة من أعضاء الحزب الوطنى السابق، الذين لم تتلوث أيديهم بالفساد أو استغلال النفوذ وانتهاك حرمة المال العام.
من الظلم صفّ أعضاء الحزب الوطنى السابق مع الإخوان فى طابور، وإطلاق الرصاص على الجميع، فهم لم يحملوا السلاح ولم يقتلوا شهداء الجيش والشرطة، ولم يعتصموا فى رابعة والنهضة ولم يتحالفوا مع قطر وتركيا، ولم يتجسسوا أو يتآمروا ضد الأمن القومى للبلاد، ولم يظهر فى صفوفهم أشرارا مثل القرضاوى ووجدى غنيم ومحمد عبدالمقصود، ومن أفسد منهم يخضع للمحاكمة، ولزم الآخرون منازلهم، أو حاولوا العودة للحياة السياسية، من خلال الأطر الشرعية، وأدركوا أن استرجاع الماضى ضرب من المستحيل.. وشتان بين من عمل فى النور تحت جناح الدولة المصرية فى فترة حكم مبارك، وبين من اختفى تحت الأرض، انتظارا لفرصة الانقضاض على الوطن.
أعضاء الحزب الوطنى السابق انضووا تحت شرعية نظام الحكم القائم، وشاركوا فى 30 يونيو، وقالوا نعم للرئيس وللدستور، ولم نسمع عن بكائهم على حائط شرعية زائلة، أو احتشادهم لاسترجاع نظام أسقطته أخطاؤه، فشرعية مصر فوق شرعية الأحزاب والتنظيمات والجماعات، ومن أخطأ فعقابه بالقانون وليس بالهوى ومحاكمات الميادين، ومن أفسد يستحق البتر ومن يحمل السلاح فلتقطع يده، ومن الظلم الاستسلام لدعوات الانتقام، والتسليم بإقصاء كل من كان له دور فى الحياة السياسية فى فترة حكم مبارك، لأنها لم تكن خمسة أعوام أو عشرة، بل ثلاثين عاما شارك فيها الجميع، مؤيدين ومعارضين وبحلوها ومرها، وأصبحت الآن فى ذمة التاريخ.
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن جمعة
وجهة نظر محترمة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابراهيم
؟