مع تدشين الانتخابات البرلمانية وصل الهجوم على حزب النور إلى ذروته، خاصة بعد رفض الحزب الانخراط فى أى تحالفات أو قوائم انتخابية للوصول إلى كرسى البرلمان، وبدأ حلفاء الأمس يخرجون كل خطايا الحزب، الكبيرة منها والصغيرة، للقضاء عليه، ونسى هؤلاء أننا جميعًا أخطأنا فى حق هذا الوطن، وليس «النور» فقط. وأقول لمن يهاجم «النور» الآن وكانوا حلفاءه بالأمس القريب: اتقوا الله، لأننا جميعًا مخطئون، ومن كان منا بلا خطايا فليرمِ حزب النور بحجر.
ومع دخول الحملة الانتخابية، وبدء عمليات التصويت، بدأ حلفاء «النور» فى 30 يونيو إعلان الحرب بكل الأسلحة من التجريح الشخصى، إلى المطالبة بحل الحزب، وتقديم دعاوى قضائية وبلاغات للنائب العام بزعم أن حزب النور تم تأسيسه مخالفًا للدستور، باعتباره حزبًا دينيًا، وكأن مقدمى تلك البلاغات قد اكتشفوا فجأة أن حليفهم فى مخطط الإطاحة بحكم الإخوان مخالف للدستور، ولم يشفع لـ«النور» موقفه البطولى والرائع فى 30 يونيو، ومعاداته لمحمد مرسى وجماعة الإخوان التى كانت قبل 30 يونيو أحد أهم الحلفاء سياسيًا وأيديولوجيًا، وكان جزاء حزب النور هو الشتائم بكل أنواعها، خاصة من المدعو عاصم عبدالماجد والجماعة الإرهابية على الفضائيات، وزاد أكثر بعد إعلان نتائج المرحلة الأولى لانتخابات البرلمان، وإخفاق الحزب فى هذه المرحلة، وظهرت «شماتة» ليس فقط الإخوان ومواليها، بل «شماتة» من حلفاء 30 يونيو، «شماتة» مخلوطة بكراهية وحقد على رفيق الأمس، والمفاجأه أن «النور» شعر قبل بداية ماراثون الانتخابات بحملة منظمة من كل التيارات السياسية التى جلست معه فى أثناء إعلان قرار الجيش الوقوف إلى جانب الشعب لعزل محمد مرسى.
أعرف جيدًا أنه لا ثوابت فى فن السياسة، وأن حليف اليوم هو عدو الغد، فقط كنا نتمنى ألا يصل الشقاق بين حزب النور وشركاء 30 يونيو إلى هذه الدرجة من الكراهية، لأن حزب النور له مواقف وطنية ضد الإخوان، حتى ولو قال البعض لى إنه وقف مع الجيش ضد الإخوان للانتقام لنفسه، وما الضرر فى ذلك، فكل من خرج على الإخوان كان لديه ثأر شخصى مع مرسى والإخوان، المهم أن حزب النور رفض كل إغراءات الإخوان، وأصر على الاستمرار فى تحالف 30 يونيو، ولم يهرب مثل الدكتور محمد البرادعى، ولم ينقلب مثل حمدين صباحى، ولم يخُن مثل مراهقى يناير الذين انقلبوا على جيش مصر، وحاولوا تشويه صورته، ولكن حزب النور ظل حليفًا لشعب مصر وجيشها حتى الآن، وعاد «النور» يمارس السياسة بمفهومه القديم قبل أن يتحول إلى حزب، ويظهر دوره السياسى بعد 25 يناير 2011، وهو طاعة ولى الأمر وعدم الخروج على الحاكم، لهذا تجده مؤيدًا وبشكل مطلق لكل قرارات وسياسيات الرئيس عبدالفتاح السيسى داخليًا وخارجيًا بصورة جعلت بعضهم يرى أن جزاء هذا الولاء للسيسى هو الهجوم من جماعة الإخوان بشكل جنونى، وإذا كان للإخوان مبرر لحملة الهجوم، فإنه لا يوجد مبرر لهجوم رفقاء الأمس، والذى كان أكثر حدة من هجوم الإخوان، وهو ما دفع إحدى قيادات حزب النور، وهو الشيخ ياسر برهامى يتحدث بحسرة وغضب عما يفعله شركاء «النور» فى 30 يونيو، مؤكدًا أن الحزب يتعرض لمؤامرة كبرى، وأن جميع من صافح قيادات وأعضاء حزب النور عقب الإطاحة بمرسى وجماعته يقفون الآن فى خندق الإخوان ضد الحزب، ويشنون حملة أشد شراسة من الإخوان ضد الحزب، هذا الهجوم جعل ياسر برهامى يخاطب الرئيسى السيسى قائلا: «سنحُاجك عند الله بسبب ما تعرضنا له من ظلم فى الانتخابات البرلمانية، والدولة صامتة ولم تتحرك على هجوم القناة الأولى والثانية والنيل للأخبار والصحف القومية».
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
|يحي علي
تسلم ايدك
ارك يوما بعد يوم هناك نضوج فكري وحقيقي تسلم ايدك
عدد الردود 0
بواسطة:
د/ عبد المؤمن حفيشة
كلمة حق في زمن كثر فيه الصامتون
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الدميري
برلمان بدون حزب النور " برلمان بلا روح "
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن ايوب
بارك الله فيك
كلمة حق فى زمن الفتن