المدهش أن الكفء يتفق مع متوسط الكفاءة، وكليهما يقول الكلام ذاته تجاه «الإعلام المصرى»، فإذا كنا كلنا نختلف- ونرفض- حول ما يقدمه إعلامنا المكتوب والمنطوق والمصور، فمن هو الذى يرتكب الخطأ- يجوز قول الجريمة- طالما أننا جميعا رافضون؟!
الحقيقة أن المعلومات لا يدرك قيمتها عديمو الكفاءة، ويفسرها بطريقة خطأ متوسطى الكفاءة، أما الأكفاء فجميعهم تحكمهم مواقف مسبقة، تجعلهم يوظفون المعلومات لأسباب انتهازية أو وطنية، وأحيانا طلبا لود أولئك أو هؤلاء!! ولعلى أضرب مثلا بمعالجة خبرى انفجار ميدان الرماية، وما حدث فى شمال سيناء، المؤسف أن الأنظار ركزت على حادث ميدان الرماية الكاشف لطريقة أداء تعتمد على «الخداع البصرى» وتوارى خبر استشهاد ضابط على أرض سيناء، وبالتالى تم التعامل مع جنازته وسيرته بطريقة تعكس جهلا وانعدام تقدير يؤكد ضآلة المهنية، بينهما غابت أنف الإعلام عن رائحة كريهة، لمحاولات إشعال فتنة طائفية فى ضوء نتائج انتخابات الجولة الأولى للمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية.
بداية يجب أن أنحنى تقديرا للشهيد الذى دفع روحه ثمنا للدفاع عن الوطن، وبعدها لا بد أن نتوجه للأحزاب السياسية- إذا كانت قائمة- بأن تخرج بمبادرة الإعلان عن رفضها أى منافسة سياسية، يمكن أن تشعل الفتنة الطائفية، كلهم ينتظرون التعليمات واتجاه الدولة التى يرشقونها بالاتهامات طوال الوقت، لم يصدر بيان عن حزب يرفض إشعال الفتنة باسم المنافسة الانتخابية، لم يتحرك حزب بدعوة لإعلان رفضه استخدام الدين، حتى يشتعل الوطن فى ميدان السياسة، كلهم أصابهم «الخرس» وانتظروا موقف الدولة وأجهزتها التى يلعنونها ويعارضونها ويسبونها!! وعلى الحكومة ممثلة فى جهاز الأمن الوطنى دفع الثمن، ولا مانع من المزايدة على أجهزة سيادية أخرى، مع أن المتهم معروف متمثلا فيما يسمى «بجماعة الإخوان» وباقى «الأحزاب المفقوسة عنها» يتصدرهم «حزب النور» الذى ذبحه الشعب بطريقة شرعية، دون إغفال لحكاية سقوط «حسنى مبارك» أبرز بلطجية المال السياسى، أما حكاية ما حدث فى ميدان الرماية، فهو مجرد «فرقعة فى فنجان»!!