مصطفى عبد الرحمن عبد الراضى أمين عام حزب النور فى محافظة شمال سيناء، الذى اغتالته يد الإرهاب بالعريش استحوذ على لقب الشهيد رقم "2" فى العائلة، بعدما سبقه بالشهادة ابن عمى الشرطى أبو الفضل عيسى عبد الراضى فى أحداث الإرهاب بالصعيد فى نهاية القرن الماضى.
كانت الأمور تسير بطريقة طبيعية داخل العائلة حتى توالت الاتصالات الهاتفية من أبناء العمومة الذين يقطنون بالعريش، تفيد جميعها إطلاق مجهولين الرصاص على الدكتور مصطفى عبد الرحمن، لدى ذهابه لأداء صلاة العصر وهو صائم، إلا أن رصاصات الغدر كانت هى الأقرب قبل وصوله للمسجد، سقط مصطفى غارقا فى دمائه وهو مبتسما مستبشرا بالشهادة.
تحرك النعش من العريش فى طريقه إلى منازلنا فى قرية شطورة شمال سوهاج، حيث عشعش الحزن والوجع فى البيوت.
رحلة قاسية مع نعش الموت، رحلة عنوانها شاب فى ريعان شبابه مات غدرا، وخلفه 3 بنات إحداهن لم يتخطى عمرها الأيام، رحلة محفوفة بالدموع والحسرة على شاب لم نر منه إلا الخير.
مات "مصطفى" وهو حافظ لكتاب الله، وترك أطفالا فى عمر الزهور، وأم تعافر مع الزمان، وتعيش الصدمة بجميع معانيها، وأشقاء تحاصرهم الحسرة، مات مصطفى وتركنا جميعا نتقاسم الأحزان.
مات مصطفى الذى طالما رفض العنف والدم، وشدد على قيم التسامح، وأكد ضرورة دعم الاستقرار فى البلاد ومكافحة الإرهاب فى سيناء، فلتقفته يد الإرهاب غدرا.
رحل مصطفى الذى اعتدنا سفره إلى قريتنا بالصعيد فى أواخر رمضان ليصلى بالناس التراويح، يجمع القريب والبعيد بصوته العذب وهو يرتل القرآن الكريم.
دفنا مصطفى وخولنا الأمر كله لله، رضينا بالمكتوب، وننتظر تحقيقات جادة من أجهزة الأمن للقبض على القتلة، نتمنى ألا ننتظر كثيرا حتى تبرد نيران القلوب.
دفنا مصطفى ليلحق بوالده الراحل عبد الرحمن عبد الراضى الذى ترك قريتنا سنة 1981 متوجها إلى العريش، وقرر لن يكون اليد التى تبنى وتعمر، فحول العريش إلى جنة خضراء ووفر آلاف من فرص العمل للشباب، حتى خرج على المعاش وهو مدير عام لمحافظة شمال سيناء ثم قرر يختار لقاء ربه، فموعدنا معهما فى جنات ونهر فى مقعد صدق عند مليك مقتدر.