دينا شرف الدين

عروس البحر الأبيض المتوسط تغرق فى شبر ميه

الإثنين، 26 أكتوبر 2015 10:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشهد مخجل ينضم إلى سلسلة من المشاهد المخجلة التى لا تليق بمصر فى عام ٢٠١٥، وبعد ثورتين أطاحتا بالنظم الفاسدة المستبدة والعقيمة !

كيف تتكرر تلك المشكلة التى تسببت فى غرق مدينة الإسكندرية العريقة لمجرد سقوط الأمطار للمرة الأولى فى مستهل فصل الشتاء؟
ومن المسئول عن تكرار تلك المأساة التى تسببت فى خسارة فادحة لعدد كبير من المواطنين وتعطل الكثير من المصالح، نتيجة الشلل الذى أصاب المدينة عن بكرة أبيها، هل هو المحافظ الذى تقدم باستقالة تعتلى سطورها أسباب فشله المؤكدة؟ أم وزير التنمية المحلية الحالى؟ أم تشوش الرؤية وعشوائية الأداء العامة التى تتبعها الحكومة؟ أم أنهم جميعاً شركاء فى الفشل؟

تكررت الأزمة مؤخرا مرة تلو الأخرى، والسادة المسئولين لا يجتهدون فى تحمل مسئولياتهم ولا يعيرونها الكثير من الاهتمام !

ومن المثير للدهشة هذا التصريح الغريب الذى خرج عن محافظ الإسكندرية المستقيل فور حدوث الأزمة، أنه سيشرع فى إصلاح وتجديد شبكة الصرف بشكل متطور، كى لا تكون عرضة لتكرار ما حدث !

وماذا كان ينتظر السيد المحافظ كى ينجز هذه المهمة التى تعد الأهم والأولى بسرعة التنفيذ وتمامه قبل حلول فصل الشتاء وموسم الأمطار؟ أم أنه كان فى غفلة من الزمن أفقدته الإحساس وحسن التقدير وإنجاز المهام التى تم وضعه فى منصبه منذ عام من أجل إنجازها؟

ألم يكن من الأجدر أن نتجنب البلاء قبل أن يقع علينا؟
أزمة الصرف التى تصدرت أزمات مدينة الإسكندرية مؤخراً، وكان يجب على أى مسئول مخلص ينتوى إتقان عمله ومراعاة ضميره الوطنى أن يضع فى اعتباره ضرورة العمل السريع على حل هذه المشكلة كأولى أولوياته؟

ولكنه وبعد عام من الفشل ترك المهمة لغيره مكتفياً بتصريح لا ينم عن أى شعور بحمرة الخجل، حيث قال بعد أن تقدم باستقالته :(المهمة صعبة وقد حان الوقت ليكمل الآخرون المسيرة) !!
أى مسيرة، تلك التى يتحدث عنها، وهو لم يخطُ بها خطوةً واحدة؟
وهل يا ترى سيأتى من بعده من يختلف عنه، أم سيكون مشابهًا له ولمن قبله؟

رجاءً أيها السادة المسئولون: قليلاً من التأنى وكثيراً من الحكمة لاختيار الرجل المناسب فى المكان المناسب .

كفانا غرقاً فى بحار التكاسل والتخاذل والجمود والبيروقراطية .
ورفقا بعروس البحر الأبيض المتوسط من الغرق فى شبر ميه .





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة