تحت عنوان «خطايا محافظ الإسكندرية» و«أقيلوا محافظ الإسكندرية يرحمكم الله» كتبت مقالتين منذ عدة أسابيع وقتها تجاهل رئيس الوزراء الرد على ولم يكلف وزير التنمية المحلية نفسه ليقرأ ما كتبته ليحاسب هذا المحافظ الأمريكانى والذى لولا الكارثة الطبيعية التى أصيبت بها محافظة الإسكندرية أمس الأول لما استقال هذا المحافظ، والحقيقة أن حكاية محافظ الإسكندرية المستقيل هانى المسيرى هى نموذج للفشل الحكومى والعناد فى عدم إقالته بعد أن ارتفع حجم خطايا هذا المحافظ منذ اليوم الأول لتوليه منصبه ليس فقط لأنه يحمل الجنسية الأمريكية، ولكن لأنه لايملك رؤية حقيقية لحل مشاكل العاصمة الثانية لمصر والنتيجة أنه اهتم بتوصيل «الواى فاى» فى الوقت الذى نسى فيه أن يوصل الصرف الصحى للمواطن الغلبان وضرب الفساد أركان المحافظة وتحكم رؤوساء الأحياء فى كل قرارات المحافظة وتم تهميش دور هذا المحافظ الذى تفرغ لتصفيف شعره والثناء على زوجته التى كانت سيدة الإسكندرية وأحرجت زوجها أكثر من مرة بعد أن ظهرت فى مناسبات عديدة وأصبحت الحاكم بأمره فى الإسكندرية.
إذا حدثت الكارثة التى لولاها لما شعر المسؤولون بحجم الإهمال بالمحافظة، التى كان السبب فيها سياسات هذا المحافظ الأمريكانى، وهو ما قلته أكثر من مرة ولم يستجب له رئيس الوزراء السابق والحالى وتركا الإسكندرية العاصمة الثانية فريسة للإهمال والفساد ويكفى لأى مسؤول الآن أن يذهب إلى محافظة الإسكندرية، عروس البحر الأبيض المتوسط سابقا، فسيجد نفسه فى أسوأ مكان فى مصر وسيترحم على إسكندرية عبدالسلام المحجوب وإسكندرية طارق المهدى عندما كانا يغسلان أرصفتها بالصابون، وقتها كنا نذهب إلى هناك لنشاهد أجمل المدن التى كانت تذكرك بالمدن الإيطالية، ولكن بعد وصول المحافظ الأمريكانى كل شىء تم تدميره، ويكفى أن تذهب إلى قلعة قايتباى بالإسكندرية لترى بعينيك كيف تحولت إلى وكر للباعة الجائلين والبلطجية وأصحاب السوابق وأصبحت مكانا لروث البهائم، وتحولت من مكان سياحى إلى أقذر مكان فى مصر.
والحقيقة أن كل شىء تدهور فى الإسكندرية بعد التغيير الأخير، وتدهورت سلوكيات الجميع نخبًا وعامة ومثقفين وجهلة، الكل تحرك لهدم مصر وليس لبنائها، وهو ما فعله المحافظ المستقيل هانى المسيرى طوال وجوده فى منصبه ولولا الأمطار لظل فى منصبه لأننا بصريح العبارة مازلنا نختار المسؤولين على طريقة الرئيس المخلوع حسنى مبارك الذى كان يختار الفاسدين لتولى المسؤولية، والنتيجة هو حجم الخراب الذى أصيبت به البلاد والعباد وللأسف الشديد مازالت المناصب الكبرى تدار بنفس الطريقة المباركية، وهو ما كنا لا نتمناه مع وجود شخصية مثالية مثل الرئيس عبد الفتاح السيسى على رأس السلطة وهو الرجل الذى لا يخشى إلا الله ويعمل ليل ونهار لخدمه المواطن على عكس من يعمل معه، والاستثناء الوحيد هو رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب أما خليفته فإنه لا يصلح أن يكون رئيساً للوزراء لأنه لم يقدم شيئا حتى الآن ولم يعد النظر فى وزرائه ومحافظيه والنتيجة هى كارثه الإسكندرية التى من المحتمل أن تتكرر فى محافظات مصر خاصة الجيزة والقاهرة فهل ننتظر حتى تتكرر مأساة الإسكندرية فى محافظات أخرى أم يتدخل لإقالة كل محافظ مهمل. والسؤال الآن كم محافظ فاسد ومهمل مثل محافظ الإسكندرية يستحق الإقالة، بالتأكيد هناك 90 ? من المحافظين يستحقون الإطاحة والطرد والمحاكمة بسبب تفشى الإهمال والفساد فى محافظاتهم.
أخيرا يجب التأكيد على أننى وعندما كنت أكتب وأقول إننا لم نقم بثورة لا أولى ولا ثانية، «كان إخوانا بتوع النت والتعليقات الفاضية يهاجموا ويشتموا»، ويزعمون تارة أننى إخوانى وتارة أخرى أننى فلول، والحقيقة أننى مصرى فقط، كنت أحلم بمجتمع أفضل ليس لى بل لأبنائى وأحفادى، فمثلى لا ينتظر إلا أن يرى مجد أمته، اللهم هل بلغت اللهم فاشهد.
عبد الفتاح عبد المنعم
90 % من المحافظين ينتظرون «الطرد» من مناصبهم مثل محافظ الإسكندرية الفاشل
الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015 12:00 م