عادل السنهورى

كارثة الإسكندرية.. وإلغاء «المحليات»

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015 10:01 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كما هى العادة المصرية القديمة، لابد أن تقع الكارثة حتى تتحرك وتستيقظ وتنتفض أجهزة الدولة وتسارع إلى العمل لمواجهة الأزمة والمأساة، ولا مانع - وفقا لقانون العادة بالطبع - من «كبش فداء» سريع لتطييب الخواطر وتهدئة الرأى العام و«تلبيس» المسؤول أسباب الكارثة ونتائجها، ثم تهدأ الأمور وتستقر ويعود الناس إلى مشاغلهم وأعمالهم اليومية وتسكن الأزمة غرفة النسيان الشهيرة فى الذاكرة المصرية.

هذا ما حدث - ويحدث - الآن فى الإسكندرية التى تعيش مأساة إنسانية بسبب هطول الأمطار وانهيار البنية التحنية للمحافظة وغرق شوارع المدينة التى كانت تسمى «عروس البحر المتوسط» ووفاة 5 أشخاص من بينهم أطفال. فالكارثة وقعت وغرقت المدينة الجميلة فى «شبر ميه»، ولم تكن مفاجأة لأحد، فالإسكندرية تتعرض لأضخم عملية تشويه وتدمير وتخريب لمعالمها وآثارها وتراثها فى السنوات الأربع الأخيرة، والإهمال والعشوائية طال كل مكان فى المدينة وتحول «الثغر الباسم» فى سنوات المحجوب وعادل لبيب إلى وجه عابس كئيب، يحزن كل من يزروها ويتحسر على بهائها ورونقها وجمالها.

شكاوى وصرخات الشعب السكندرى لإنقاذ المدينة لم تصل إلى حكومات ما بعد الثورة وتركت المدينة نهبا لسماسرة البناء العشوائى والمخالفات على حساب مبانى المدينة التاريخية وسط صمت مريب من المحافظين الذين تعاقبوا على الإسكندرية وآخرهم هانى المسيرى المقبل من الكوكب الأمريكى، حتى وقعت كارثة الأحد الأسود.

المأساة سوف تتكرر إذا استمرت «حلول المسكنات» وسياسة «كبش الفداء» فى الإدارة المصرية، دون اتخاذ قرارات ثورية عاجلة وشاملة ببدء حرب تطهير مصر من فساد المحليات والبحث عن بدائل مفيدة لنظام الحكم المحلى فى مصر الذى أثبت فشله الذريع فى تحقيق أى تنمية داخلية وتسيير مصالح وخدمات المواطنين وتحول إلى مرتع للفساد وموطن لـ«الرشاوى» والواسطة لتمرير أية مخالفات. ستتكرر المأساة إذا استمر نظام المحليات الذى أغرق مصر فى بئر الفساد والفوضى.

التفكير فى نظام بديل هو الحل وعلينا أن نتعلم من تجارب دول أخرى فى الشرق والغرب، فقد انتهى هذا النظام فى العالم إلا فى مصر، والمدن الحديثة الآن تعتمد على نظام البلديات وحققت طفرات هائلة على مستويات النظافة والنظام والبنية التحتية.. ولنراجع تجربة دبى وطهران وبكين.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة