حدثت الكارثة التى شاهدنا جميعا تفاصيلها وغرقت الإسكندرية التى كانت فى الماضى عروس البحر المتوسط فى أول موجة أمطار بفصل الشتاء الطويل، كما يبدو من بوادره، والسؤال الذى يتبادر إلى الذهن بعد مشاهدة الصور والفيديوهات المأساوية لضحايا الكارثة هو ماذا كان يفعل المحافظ الهمام طوال الشهور الماضية التى تولى خلالها مهمته؟ وهل كان يجهل مثلا أن الإسكندرية تعانى من ضعف وتهالك شبكات الصرف، وأن بالوعات صرف الأمطار تحتاج إلى إصلاحات عاجلة؟
هانى المسيرى بالطبع كان يعلم، وكان لديه الوقت الكافى ليضع أولويات ومهام عمله شهرا بشهر، وأن يعرف مصادر تمويل المشروعات الأكثر إلحاحا فى محافظته، سواء من الحكومة أو من القطاع الأهلى أو بمشاركة الهيئات الخارجية المانحة، لكنه لم يفعل ما يجب عليه أن يفعله ولم يرتب أجندته وفق أولويات الناس فى محافظته، واستقالته بالمناسبة ليست مهمة ولا تعنى شيئا اللهم إلا فى كشف المنهج الذى يتم من خلاله تكليف المسؤول أو إقالته، وهو ما يجعلنا نطرح سؤالا ثانيا على السيد شريف إسماعيل: كم هانى مسيرى فى حكومتك يا سيادة رئيس الوزراء؟ كم وزيرا لا يعملون بالقدر الكافى ولا يبدعون بالقدر الكافى ولا يجتهدون فى ترتيب أولوياتهم لخدمة البلد بالقدر الكافى وينتظرون كارثة فقط حتى تتم الإطاحة بهم من مناصبهم دون مساءلة؟!
كان على محافظ الإسكندرية المستقيل أن يتبنى منهج الطوارئ منذ توليه، وهو لديه كارثتان فى محافظته تحتاجان إلى مواجهة فورية، أولاهما شبكات مياه ومحطات الصرف والعشوائيات والمبانى المخالفة التى ظهرت بدون تراخيص خلال فترة السنوات الأربع الماضية، وكان لابد له من وضع خطة مواجهة وعلاج جذرى لهاتين المشكلتين وفى إطار زمنى لا يقبل الإطالة أو الترهل.
ما كان يعتمده هانى المسيرى من منهج الحلول البطيئة وانتظار الاعتمادات لإصلاح الخلل الموجود هو الرؤية السائدة للأسف فى الحكومة، لأن رئيس الحكومة والوزراء لا يعتقدون ولا يصدقون أننا فى حالة حرب وأن عليهم التفكير فى حلول إبداعية لأزمات مزمنة ووضع أجندة أولويات والتصدى لها بحسم بدلا من منطق تسيير الأعمال وموظفى الأرشيف السائد حاليا. يا سيادة الرئيس الحل، من الآخر، هو تكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بإدارة هذا البلد.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الدميري
الفرق بين " انكل هانى المسيري ".. وانكل هانى دميان ....( رعاة الغرق في مصر )