نتائج المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب المقبل تعكس حقيقية مطلقة لا يمكن أن تتغير، وهى أن البرلمان المقبل لن يكون تحت قبته سوى «الحمائم»، وأن عهد «الصقور» قد انتهى، ولن يكون هناك من يقول لا، وربما يكتفى دور نواب برلمان 2015 على الموافقة لكل ما تقوله السلطة التنفيذية، ولن يكون للمجلس المقبل أى دور رقابى، ولن تكون هناك محاسبة للحكومة، وحتى التمثيلية الديمقراطية التى كانت تجرى فى عهد نظام مبارك لن نجدها فى البرلمان بعهد السيسى، ولن يكون هذا عيبًا فى السيسى، بل لأن أغلب النواب القادمين لا يملكون أى أجندة وطنية، وسيتحول البرلمان المقبل إلى مكلمة.
لقد اختفت الصقور من البرلمان المقبل، وانتهت لعبة توزيع الأدوار التى كانت موجودة فى برلمان مبارك، حتى الأدوار التى كان يلعبها رجال مبارك تحت القبة كانت مرسومة بعناية، وظهرت أسماء تحت القبة لعبت هذا الدور، أمثال كمال الشاذلى، وزكريا عزمى، ومحمد كمال، وفتحى سرور، وصفوت الشريف، وهؤلاء نجحوا فى أن يكون لهم دور كبير فى نجاح اللعبة الانتخابية، والدليل أنهم تلاعبوا بجماعة الإخوان تحت القبة، وكان للبرلمان طعم مختلف، وبالرغم من تزوير الانتخابات فى عهد مبارك، فإن أكثر من 88 بجماعة الإخوان أصبحوا نوابًا، بالإضافة إلى العشرات من المعارضين الذين كان لهم دور كبير تحت القبة، ولكن بعد الجولة الأولى من انتخابات مجلس النواب المقبل، أرى أن البرلمان القادم سيكون خاليًا من «الصقور»، وستكون كلمة «موافقه» هى سيدة الموقف تحت القبة.
إذن، نحن أمام برلمان خالٍ من الصقور.. برلمان مستأنس قبل أن يبدأ.. برلمان لن نرى فيه إلا موافقة جماعية على كل قرارات وقوانين الرئيس والحكومة، فهل يخيب ظنى فى برلمان 2015 ونجد تحالفات قوية تكون قادرة على إسقاط حكومة وتشكيل حكومة مكانها؟، برلمان يحاسب الرئيس قبل الخفير؟، برلمان يقول «لا» إذا كانت «لا» ستفيد مصر؟.. كنت أتمنى أن نرى عشرات الصقور تحت القبة لنحيى الحياة البرلمانية التى غابت عن مصر أكثر من أربع سنوات لم يشعر المواطن العادى بغيابه، وهو ما جعل البعض يطالب باستمرار مصر بدون برلمان، لأن وجوده مثل عدمه!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة