إلى الآن لم يصدر قرار جمهورى أو وزارى بتحديد اختصاصات وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج التى تم استحداثها فى حكومة شريف إسماعيل الجديدة، وهو ما يحدث ارتباكا أو تداخلاً فى الاختصاصات بينها وبين وزارتى القوى العاملة والخارجية، كون الاثنين يمسكان بأهم ملفات المصريين فى الخارج، إما من خلال السفارات المصرية وتفاعلها مع الجاليات المصرية بشكل مباشر، أو من خلال المستشار العمالى المسؤول عن رصد ومتابعة مشاكل العمالة فى الدول المتواجد بها.
ورغم أن الوزارة حتى الآن بدون اختصاصات مكتوبة، إلا أن الوزيرة نبيلة مكرم تتحرك بشكل جيد، فهى تتحرك خارجياً بشكل نشيط مع الجاليات، فى محاولة للتعرف على مشاكلهم على أرض الواقع وليس عبر مكاتبات أو مراسلات تخلو دوماً من إظهار الحقيقة، وكان آخر ما قامت به زيارتها للأردن، لكى تناقش مع وزير العمل الأردنى الدكتور نضال القطامين، صرف تعويضات للعمال المصريين المصابين فى حادث انفجار حاوية ألعاب نارية بجمرك عمان الذى حدث أمس الأول الاثنين، لأنهم أصيبوا أثناء فترة تأدية عملهم.
هذه الزيارة جاءت فى توقيت مهم، وتعطى رسالة إيجابية للجاليات المصرية، بأن الدولة معهم فى كل مكان، وهذا نهج مشكور ومحمود ويحسب للوزيرة التى عليها أن تكمل ما بدأته، لأن مشاكل المصريين فى الخارج كثيرة، وتحتاج جهدا مضاعفا وزيارات متكررة، على أمل الوصول لحل لها، حتى إذا لم تستطع الوزيرة اختراق هذه المشاكل، فإن مجرد وجودها بجوار المصريين فى أوقات الأزمات هى رسالة قوية للجالية نفسها وللدولة التى يقيمون فيها، بأن مصر لن تتخلى عن أبنائها حال تعرضهم لأية مخاطر.
الوزيرة تتحرك فى هدوء وبدون صخب إعلامى، لكن لا يجب أن يستمر ذلك طويلاً، فهى تحتاج أن تظهر كثيراً أمام الرأى العام لتعلن ما تحقق فى زياراتها الخارجية، كما أن عليها مهمة ثقيلة، وهى تشكيل مكتبها بشكل يمنحها القدرة على العمل المتواصل، لأنها بمفردها لن تحقق كل ما تريد، فهى بحاجة لمعاونين لديهم إدراك بحجم المشاكل والتحديات التى تواجه هذه الوزارة، فهى ليست وزارة للسفر فقط، وإنما عليها عبء كبير، لأن مشاكل عمالنا وجالياتنا بالخارج كثيرة، وتحتاج تفاعلا سريعا من الوزارة والوزيرة التى أحسب أن لديها من النشاط ما يؤهلها للعمل بشكل مستمر دون كلل.