عاتبنى الصديق «سيد عبدالعال» رئيس حزب التجمع بتعليق عبر صفحتى على «الفيس بوك» لأننى انتقدت - بما يراه قاسيا - الشاب «محمد بدران» رئيس حزب «مستقبل وطن» وسألنى عدم القسوة، حتى لا أمارس معه ما مارسه على شخصى آخرون طوال مشوارى الصحفى.. بينما سخر منى صديق آخر لأننى سبق أن قدمت «محمد بدران» متباهيا بكون جيله قدمه!!
أعترف بأننى كنت سعيدا بذلك الشاب الذى نجح فى تكوين حزب، رغم أنه فى مقتبل العمر.. ربما لأننى اعتقدت فى إمكانية تكرار شخصية «أحمد حسين» زعيم «مصر الفتاة» وصاحب مشروع «القرش» وقت أن كان ابن الثمانية عشرة من العمر من العمر.. وتمنيت أن نرى من جديد من يذكرنا بالزعيم «مصطفى كامل».. لكن «محمد بدران» تحدث فى عدة حوارات ليصيبنى بالإحباط.. ومن موقع الحالم والداعم للشباب، انتقدته بعد أن فشلت فى التواصل معه لانشغاله بالمعركة الانتخابية البرلمانية!! فكان أن عبرت عن رأيى فيما قاله من «كلام فارغ» يعتقد أنه رأيا سياسيا.
المثير أننى كلما التقيت مع الصحفيين الشباب، أشعر بانحياز لهم وشفقة عليهم.. فما لدى معظمهم من معلومات عن تاريخ مهنتهم لا يؤهلهم أن يكونوا مجرد قراء!! أنحاز لهؤلاء الشباب لأنهم يملكون طاقات وإمكانات غير عادية.. وأشفق عليهم لأن جيلى والجيل الذى لحقنى لم يبذل جهدا لتأهيلهم ونقل خبراته إليهم.. فالظروف إلى جانب الانتهازية، جعلتهم يستهلكون الصحفيين الشباب فى بداية مشوارهم.. وهو ما يحدث فى ساحة السياسة مع الشباب الذين عرفوا السياسة عبر الميادين خلال ثورة 25 يناير وما بعدها.. ويؤسفنى أن معظم هؤلاء تفنن فى نفخهم لتدميرهم بأسرع وقت!!
أجدنى مذهولا ومحتارا.. هل أكتفى بالصمت ومضغ الألم، أم أحاول دق ناقوس الخطر، ورفع رايات الأمل ببذل الجهد لتأهيل الصحفيين الشباب الذين حكمت عليهم الأقدار ممارسة مهنة يجهلون تاريخها وقواعدها؟!.. وهؤلاء سيسأل عنهم قيادات الصحف التى تمارس عليهم كل أساليب القهر، فما يهم القيادات هو فرض مواعيد الحضور والانصراف!! ويهمهم استخدام سلاح العلاوة والمكافأة لخلق جيل من الصحفيين سيجعل مستقبل المهنة أكثر غموضا.. والمؤسف أن ذلك يحدث بالتوازى فى ميادين السياسة والإدارة والطب والهندسة والفن.. لنكتشف تآمرنا على أنفسنا، ثم نلعن الحكومة والنظام ونسخر من الواقع.. مع أن الذين يمارسون هذه «العادة السرية» لو دققوا النظر فى المرآة لأصابهم القرف من أنفسهم!!