أكرم القصاص

كوميديا الجيوش والكروش فى حرب سوريا!

السبت، 03 أكتوبر 2015 07:16 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حرب باردة على أرض سوريا، بين أمريكا وروسيا، لا تخفيها اللقاءات والمباحثات الدبلوماسية، ولا تخلو من مفارقات وكوميديا أحيانا، تظهر جماعات اختفت، وترفع تنظيمات إرهابية رايات الجهاد، بالرغم من تورطها فى أكثر المذابح دموية.

وحسب رويترز، فإن القصف الجوى لمراكز قيادة داعش، يمهد الأرض لهجوم برى، تستعد قوات سورية ترافقها قوات دعم إيرانى وحزب الله لهجوم برى لاستعادة السيطرة على الأراضى التى فقدها، فى إدلب وحماة وغيرها.. روسيا تتحسب لعدم تكرار تجربة أفغانستان، لكن هناك رهانا أمريكيا على صناعة مستنقع سورى، أمريكا سبق واستخدمت المجاهدين الأفغان وتنظيم القاعدة، وحديثا لعبت فى أوكرانيا وحاولت بعد ضم القرم. بوتين كسر الحصار مع ألمانيا وفرنسا وباقى أوروبا، وبدا أنه يغادر رد الفعل إلى الفعل على الأرض فى سوريا، وهو أمر فاجأ أمريكا التى بدأت حربا دعائية على استحياء، لأن هناك تصريحات متبادلة بوجود تنسيق، بوتين أحرج أوباما، وقال إن داعش عدو مشترك. روسيا ترى أى مسلح من خارج سوريا مرتزق وإرهابى تشمله الحرب.

من المفارقات أن متحدثة الخارجية الأمريكية قالت، إن معلومات روسيا عن أماكن معسكرات داعش غير دقيقة، وترد روسيا بضرب مواقع تؤكد أنها معسكرات داعش ومخازنها، وأن أمريكا لها شهور تضرب فى فراغ مزعوم وداعش تزداد قوة.

ظهرت المعارضة السورية التى اختفت من شهور، ودعا العقيد رياض الأسعد، قائد ما يسمى الجيش السورى الحر، الفصائل إلى الاتحاد فى مواجهة «الغزو الروسى»، وهى فصائل فرت أمام داعش، أو سلمت سلاحها، وأغلب قياداتها فى فنادق أوروبا، ثم إنهم لم يبدو قلقا من آلاف المرتزقة على أرض سوريا وآلاف اللاجئين هربوا من داعش والنصرة.

أمريكا نفسها اعترفت أنها دربت مقاتلين سلموا سلاحهم لتنظيم القاعدة، ممثلا فى النصرة. على الخط، ظهر سعودى يسمى عبدالله المحيسنى، عرف نفسه أنه القاضى العام لـ«جيش الفتح» فى سوريا، وقال إنهم يستعدون للجهاد ضد الغزو الروسى. وهو أمر لم يعد مثيرا للتعاطف بعد ما ارتكبته عصابات الإرهاب المرتزقة من مذابح ضد السوريين والعراقيين من كل الإعراق والمذاهب. وتمثلت الدعايات فى اعتبار التدخل الروسى غزوا، بينما ضربات أمريكا لنفس المعسكرات صداقة.

معارضة أمريكا المعتدلة تبخرت، وعادوا للشاشات يشكون الأذى من الضربات الروسية، وأمريكا فاجأها التدخل الروسى، بل إن قائمة الأهداف الروسية ضمت مقاتلين دربتهم المخابرات الأمريكية باعتبارهم معارضة معتدلة، بينما ذابت فى انقسامات داخلية، وخضعت أو انضمت لداعش والنصرة والفتح وتشكيلة المقاتلين الأجانب. وعاد هؤلاء ليلعبوا دورا أمام الكاميرات ضمن حرب إعلامية باردة. سوف تستمر وتغير توازنات وتحالفات كثيرة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة