بدأت أمس الكتابة عن مشاهداتى فى الصين من خلال زيارتى لها قبل أيام.. وأستكمل.
لماذا قفزت الصين إلى حالتها الآن؟، لماذا أصبح اقتصادها أقرب إلى أن يكون مركزًا لاقتصاد العالم كله؟، وما الوجه الاجتماعى الداخلى لتقدمها وتطورها الاقتصادى؟
فى تجولك بشوارع بكين تتأكد أنك أمام مدينة عالمية بامتياز، النظافة هى عنوان الشوارع التى تغطيها الخضرة من كل جانب، والأبراج الشاهقة الارتفاع تنقل عينيك من أناقة إلى أخرى، وتقودك إلى مقرات كل الماركات العالمية فى كل شىء، ولا يخدش هذا الحال وجود طرق مهملة، وأسفلت مكسر، ومطبات صناعية، ومشاجرات بين أصحاب السيارات، وتوك توك يقطع عليك الطريق، وحالة مرورية لا تعرف أولها من آخرها، لم نر شيئًا مما يحدث فى مصر، وإنما رأينا سياحًا من كل جنس ولون، وحياة يمتزج فيها الصخب مع الهدوء، وأنوار تتلألأ ليلًا فى ميادين، وتخفت فى شوارع، فتشعر أنك فى مدينة تبقى مع الليل بقدر، أما القدر الأكبر فيذهب إلى الانصراف استعدادًا ليوم جديد من العمل الذى يضيف إلى اقتصاد البلاد.
المشاهد تدفعك إلى معرفة حقيقة ما وراءها، حتى لا نقع فى شرك المظاهر الخادعة، وفى مقر السفارة المصرية فى بكين كان الحديث مع السفير مجدى عامر حول ذلك، وقضايا أخرى، كان الهم المصرى حاضرًا ونحن نتحدث عن الصين وأسرارها، أشار السفير إلى أنه فى عام 1978 ومع بدأ الإصلاح الاقتصادى فى الصين كان %90 من الصينيين تحت خط الفقر «وفقا للمقاييس التى تعتمد على الأخذ بنهج الاقتصاد الحر»، أما الآن فأصبحت النسبة نحو %15 فقط، وسيتم التخلص منها حتى عام 2020.
فى طريق الإصلاح الاقتصادى، كان السير إليه وعليه محسوبًا، فلا شىء يتم بيعه وخصخصته على طريقة ما حدث فى مصر من تخريب، وفساد، وترويج إعلامى كاذب وقتها، بأن العالم يأتى إلينا لمعرفة معجزة مصر فى تجربة الخصخصة، إنما هناك خطة محكمة للدولة، هناك مركزية، ولامركزية، هناك تخطيط مركزى، وتخطيط فى المقاطعات يحول الأهداف الرئيسية التى وضعها الحزب الشيوعى الحاكم والحكومة إلى واقع عملى حقيقى، وليس شعارات جوفاء، ومن لا ينجز يغادر منصبه فورًا، والأهم فى ذلك كله عدم التهاون فى محاربة الفساد، ففى فترة سنة مضت تمت إقالة 100 وزير من مجمل حكومات الـ33 مقاطعة بسبب الفساد.
وغدًا نستكمل..
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة