انقلاب"أنصار السنة" على الأوقاف..الجمعية تدرس مناهج متشددة فى معاهد الدعاة بعد ضم الوزارة لها..وخطابات سرية تفضح تآمر الجماعة والتفافها على الدولة..تتظاهر بالخضوع للقانون وتدرس مناهج حظرها القانون سرا

الجمعة، 30 أكتوبر 2015 12:14 م

جمعية أنصار السنة

كتب إسماعيل رفعت

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

سقطة جديدة وقعت فيها جمعية أنصار السنة المحمدية القلعة الفكرية الكبرى للتيار السلفى والمعبرة عنه، تكشف عن خداعها للدولة وانقلابها على مؤسسات الدولة، والتلاعب بالدستور والقوانين الخاصة بالدعوة والمؤسسات المتخصصة المتمثلة فى الأزهر والأوقاف، وقرارات أصدرها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، حيث عممت الجمعية خطابا سريا على أفرعها تطالبها فيه بالتظاهر بالإذعان لقرارات "الأوقاف" فى تقنين وتنظيم معاهد الدعاة بتدريس فكر الأزهر، مع الحفاظ على فكرها السلفى المناقض للأزهر وتدريس عقيدته سريا بالمخالفة للقرارات.

وتتبع جمعية وجماعة أنصار السنة الظهير الفكرى لحزب النور السلفى، مبدأ يسمى فقهيا فى مثل هذه الحالة "التقية" بإظهار شىء وإخفاء نقيضه مع الاعتقاد به والحفاظ عليه، وهو نفس المشهد الذى تعيشه أنصار السنة التى تخادع مؤسسات الدولة، حيث أرسلت خطابين متناقضين حصل "اليوم السابع" على نسخة منهما أحدهما لوزارة الأوقاف منمق كتب بلغة فيها توقير للوزارة، بعث به فى 12 أكتوبر الجارى، حمل عبارات توقير وإقرار الجمعية بسلطة الأوقاف على معاهد إعداد الدعاة التابعة لها على فكر الأزهر وتدريس مناهجه من خلال أساتذته ومطالبتها الوزارة بالإشراف على المعاهد، وفى نفس التوقيت بعثت الجمعية خطابا يطالب معاهدها بالتظاهر بالتبعية للأوقاف مع الحفاظ على عقيدة وفكر أنصار السنة السلفية لأنها أصل فكر الجماعة بحيث تعلق الجمعية لافتة الأوقاف وتدرس علوم الأزهر والاختبار فيها مع التيقن والاعتقاد فقط فى فكر السلفية سيرا.

معاهد أنصار السنة المعنية بالخطابات منتشرة فى أنحاء الجمهورية، 8 معاهد غير معترف بها من قبل وزارة الأوقاف ولا يحق لمنتسبيها إلقاء الخطب على مساجد الوزارة، وهى: معهد المركز الإسلامى العام لدعاة التوحيد والسنة بمسجد العزيز بالله فى القاهرة، ومعهد إعداد الدعاة فى الإسكندرية بمحرم بك أمام مستشفى الحميات جانب مسجد محمد عبده، ومعهد بور سعيدفى بور سعيد، ومعهد إعداد الدعاة بمسجد التوحيد وبلبيس بالشرقية.

ومعهد إعداد الدعاة بمسجد التوحيد بالمنصورة فى الدقهلية، ومعهد إعداد الدعاة بمسجد قباء سيجر بطنطا فى الغربية، ومعهد مديرية التحرير فى البحيرة، ومعهد إعداد الدعاة بمسجد التوحيد ش الجمهورية بالمحلة الكبرى فى الغربية.

ويتكون مجلس إدارة المعهد من رئيس مجلس الإدارة الشيخ زكريا حسينى محمد، ومدير المعهد الشيخ أحمد سليمان، ونائب مدير المعهد الدكتور صبرى عبد المجيد وسكرتير المعهد محمد حسنى، وبالنسبة للأعضاء فهم الشيخ محمود مرسى، والدكتور محمد حسانين، والشيخ محمد عبد العزيز وأبرز المحاضرين زكريا حسينى وجمال المراكبى ومحمود مرسى، وتنص اللائحة الداخلية على أن معهد إعداد الدُعاة مؤسسة تعليمية تربوية مستقلة تدرس العلوم الشرعية للرجال وللنساء.

وتقيم أنصار السنة مركز خاص بالأفارقة من الدول الإفريقية جنوب الصحراء ويقوم المركز بتعليمهم العقيدة الصحيحة وتجويد القرآن الكريم، ومعاهد أخرى مدتها من سنتين لأربع سنوات ونظام تعليم مفتوح، ويمنحون الطلاب أشرطة ومواد صوتية تمثل فكرهم، وتتمثل شروط القبول فى حفظ 3 أجزاء من القرأن الكريم ومستندات متمثلة فى صورة من بطاقة الرقم القومى وشهادة الميلاد.

وفى 3 يوليو من العام الماضى 2014 أعلن وزير الأوقاف عن وضع ميثاق شرف مهنى دعوى لإبعاد المنابر عن السياسة تحت مسمى ميثاق شرف ملزم لكل من يعملون فى مجال الدعوة، تلتف حوله أنصار السنة، سريا، بينما تعلن إذعانها له، حيث إن الالتزام بالمثياق إجبارى لكل من يصعد المنبر، لكون وزارة الأوقاف هى السلطة التقديرية المختصة، ووصفه الوزير بأنه عهد مع الله وميثاق مع القانون وتنص بنوده على:

1- المساجد لله فلا ينبغى انتسابها لحزب أو فصيل وتخضع لوزارة الأوقاف وتشرف على تنظيم شئونها دون سواها من الجماعات والجمعيات.

2- المساجد للدعوة إلى الله دون إفراط أو تفريط دون سواه وليست للحزبية أو الطائفية فتجمع ولا تفرق ولا توظف لمكاسب حزبية أو سياسية، والأوقاف مسئولة عن وضع خطتها الأزهرية.

3- يلتزم كل من يصرح له بالخطابة ألا يوظف المسجد سياسيا أو حزبيا أو لا يشارك فى منتدى حزبى أو سياسى ويستغل نفوذه الدينى للتأثير على الناس أو مناصرة حزب أو جماعة والحشد فى هذا الاتجاه.

وأعلن الوزير منح تصاريح الخطابة وكانت بنودها كالتالى:
1- التوقيع على ميثاق الشرف الملزم والالتزام به.

2- الالتزام بخطة وزارة الأوقاف، حيث إن ترخيصه يلزمه بمسجد معين وإذا دعا لمسجد آخر لابد من إشعار المديرية التى يخطب بها ويحصل على موافقة المديرية التى سيخطب بها لمن يعمل علنا لمصلحة الوطن لا للمتسللين.

3- يصرح للأزهريين الحاصلين على الدكتوراه والماجستير من جامعة الأزهر فى مقابلة لتقييمه واجتيازه من قبل الوزارة.

4- ولوزير الأوقاف أن يستثنى أساتذة جامعة الأزهر فى أن يمنح التصريح كتابة من الوزير أو من يفوضه كتابيا إكراما للأساتذة.

5- يشترط فى الحاصلين على مؤهل جامعى أزهرى مسبوق بالثانوية الأزهرية.

6- يشترط فى الحاصلين على مؤهل أزهرى فى العلوم الشرعية غير مسبوق بالثانوية الأزهرية اجتياز الدورة التدريبية والتأهيلية التى تعقدها الأوقاف على أيدى كبار العلماء وللوزير أن يعفى من يجتاز المقابلة، أو الاختبار بمشاركة عضو بكبار العلماء أو مجمع البحوث.

7- يشترط على الحاصلين على مراكز الثقافة الإسلامية التابعة لوزارة الأوقاف، أو الثانوية الأزهرية أو معهد قراءات أو معلمين اجتياز الدورات والاختبارات التى تجريها الوزارة فى هذا الشأن.

8- يشترط فى الحاصلين على الماجستير أو الدكتوراه فى العلوم الشرعية من الأقسام العلمية المتخصصة من الجامعات المصرية اجتياز الاختبارات والدورات بشرط اجتياز مقابلة الأوقاف واختباراتها.

ولا يخفى على أحد أن التوظيف السياسى للمنابر لا يزال مستمرًا، رغم حصر الخطباء والمساجد الواقعة تحت تصرف الأوقاف لضبط تفاعل المنابر مع الجمهور وتحييدها بعيدا عن العمل السياسى، ووجد أن عدد خطبائها المعينين بها يبلغ 55 ألفًا، بالإضافة إلى 3 آلاف يتم تجهيزهم لاستلام العمل، وكذلك 38 ألف خطيب يخطبون بنظام المكافأة غير معينين منهم 38000 أزهرى لن يتم الاستغناء عنهم و12800 خطيب غير أزهرى من خطباء المكافأة، وسيتم الاستغناء عنهم، وتشرف الوزارة على 120 ألف مسجد تابعة لها.

كما وجدت الوزارة أن عدد مساجدها 82 ألف مسجد بها خطباء معينون، و6 آلاف مسجد أهالى بها ما بين خطيب معين وخطيب مكافأة. وتسيطر الوزارة على 407 منابر ضمن 4 آلاف مسجد تابعة لجماعة أنصار السنة المحمدية، كما تسيطر على 619 منبرا ضمن 6 آلاف مسجد تابعة للجمعية الشرعية، كما تنفرد جمعية دعوة الحق بـ70 مسجدا توظفها فى الدعوة، والشؤون الاجتماعية 22 مسجدا تتبعها، 25 مسجدا تتبع جمعيات خيرية متعددة، وهذه المساجد مشتركة فى الإشراف والتعاون، المنبر وصحن المسجد للوزارة والخدمات للجمعيات الخيرية والدعوية، من حيث العلاج وكفالة الأيتام وغيرها.

وتناقش وزارة الأوقاف مشروع قانون يقضى بمعاقبة كل من يمارس النشاط الدينى بإلقاء الخطب بالمساجد أو أداء الدروس الدينية بالمساجد دون تصريح من الوزارة، ويتضمن القانون مواد مشددة تقضى بالحبس لمدة لا تتجاوز شهرا وغرامة لا تقل عن مائة جنيه ولا تتجاوز 300 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، فى حال تحدث الخطيب فى الشأن السياسى.

ويحق لوزير العدل حسب المشروع منح صفة الضبطية القضائية لمفتشى المساجد، فيما يقع مخالفا لأحكام القانون، وهددت الوزارة منذ أيام بضم أى مسجد تابع للجمعيات الدعوية والخيرية، طالما وظف منبره فى السياسة، وضمت الوزارة مسجد الفتح بحدائق المعادى مؤخرا ليكون أول المساجد التى يطبق عليها القرار.

ويصل عدد معاهد إعداد الدعاة فى مصر إلى 87 معهدا تقدم تسهيلات كبيرة للدراسة، منها 19 معهدا تابعة لوزارة الأوقاف تطلقها تحت مسمى مراكز الثقافة الإسلامية يدرس بها أساتذة الأزهر وقيادات الوزارة، و 15 معهدا لأنصار السنة، و37 للجمعية الشرعية و 20 تابعة لجمعية الفرقان بالإسكندرية، حيث لا يخضع منها سوى 19 مركزا للفكر الأزهرى لكونها تابعة للأوقاف والباقى لا يخضع لفكر الأزهر ويبقى 68 مركزا تبث الفكر المتشدد.

ومن جانبه، قرر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إلغاء أى تراخيص سابقة كانت صادرة عن وزارة الأوقاف لإنشاء وإدارة معاهد إعداد الدعاة أو القرآن الكريم أو القراءات أو مراكز الثقافة الإسلامية لأى جمعية من الجمعيات.

كما قرر الوزير، إلغاء جميع البروتوكولات الموقعة لأى من الجمعيات فى هذا الشأن، وذلك بالقرار الوزارى رقم (258) بتاريخ 26 / 10 / 2015م، انتظارًا لما تسفر عنه قرارات اللجنة المشكلة للنظر فى أمر هذه المعاهد.

وقرر جمعة، تأجيل الدراسة بجميع المراكز الثقافية التابعة لوزارة الأوقاف إلى يوم 1 ديسمبر 2015 ،محذرا من فتح أى معاهد دون ترخيص وقبل انتهاء اللجنة من عملها.

اليوم السابع -10 -2015

موضوعات متعلقة..