الشعور بالذنب هو أحد المشاعر الإنسانية الذاتية الإيجابية للإنسان، وهى المرشد والواعظ للإنسان التى توجه سلوكه وتعدله وتقيمه وتقومه، وترتبط أساسا بالأنا، كما يزداد تأثيرها بشكل أكبر عند الأشخاص الذين تقترن شخصياتهم بما يعرف بالنفس اللوامة.
وفى هذا الموضوع يحدثنا الدكتور محمد رمضان، الأخصائى النفسى، منسق صندوق مكافحة الإدمان، موضحا أن الشعور بالذنب فى مفهومه الطبيعى الإيجابى هو الذى يؤدى إلى محاسبة الإنسان لنفسه لعدم تكرار الأخطاء، أما إذا زاد هذا الشعور لدى الإنسان وسيطر عليه بشكل دائم ومستمر ومتكرر فى كل المواقف أو معظمه، فإنه قد خرج من إطاره الطبيعى ويتحول إلى جانبه السلبى، ويتحول تدريجيا إلى أحد أنواع الإدمان والتى لا مفر من أنها ستؤدى للإصابة بالاضطرابات النفسية المختلفة وأهمها الاكتئاب.
وتابع محمد موضحا أنه إذا زاد إحساس الشعور بالذنب واستمر وتكرر دائما فإنه يؤدى إلى اهتزاز الثقة بالنفس ثم انعدامها مع عدم الشعور بالسعادة، والإحساس بفقدان القيمة والتعاسة والانطواء والوحدة والشرود، والتى غالبا ما تؤدى إلى أفكار انتحارية وكلها من أهم أعراض الاكتئاب.
وأوضح أخصائى النفسية أن إدمان الشعور بالذنب عادة ما يؤدى إلى زيادة العناد وشدة الأعراض الاكتئابية، بل إنه يقلل من فاعلية الأدوية الكيمائية المضادة للاكتئاب، وهو ما يفرق بين حالات الاكتئاب التى يكون من أسبابها الشعور بالذنب وحالات الاكتئاب الأخرى التى لا يكون فيها الشعور بالذنب سببا من أسباب الاكتئاب، وهذا عادة ما يدفع الناس إلى تكرار نفس النمط السلوكى الذى يؤدى للشعور بالذنب مرة أخرى، وبذلك لابد من التوازن فى استخدام الشعور بالذنب وجعله صفة حميدة تنهى عن تكرار الأخطاء، وعدم الإفراط فى استخدامه حتى لا يتحول إلى إدمان واضطراب نفسى يؤدى لاضطرابات أخرى أكبر منه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة