هل أنت بلطجى أو تشعر أن البلطجة هى الحل؟ هل ترى أنك فوق القانون؟ وهل تفضل أن تتعالى على الناس وألا تعترف بالخطأ لأنك مختلف ولديك المبررات لما تفعل؟ وهل تحتقر الناس وتستهين بردود أفعالهم تجاه أى تصرف تقوم به لأنك ترى نفسك فى مكانة عالية لم يصل إليها أحد؟ أسئلة أريد أن أطبعها فى استمارة استطلاع عام أجريه على المصريين فى الشوارع والمصالح الحكومية والمدارس والأندية ووسائل الإعلام لأعرف تحديدا ماذا حدث ويحدث لنا.
قصة فتاة مول مصر الجديدة التى أصبحت حديث وسائل الإعلام ومثار خناقات واشتباكات حول ما يصح وما لا يصح، نموذج واضح على انحراف مجتمعنا دون أن يدرى إلى البلطجة من جديد بعد أن كنا نظن أننا نبدأ عهدا جديدا ونبنى على مكتسبات ثورتى 25 يناير و30 يونيو، فالقضية الواضحة تحولت إلى خناقة تافهة ظهرت فيها الذوات المريضة وكأنها تحكم العالم وتتجاوز الأخلاق والقانون والذوق العام.
فتاة تعرضت للاعتداء وحاولت رد الاعتداء عليها بما تعرف من وسائل وحررت محضرا فى الشرطة، وبدلا من مساندة كل المجتمع لها، وجدنا من يتهمها فى أخلاقها ومن يدخل فى خصومة معها ومن يهددها ومن يضغط عليها وعلى أسرتها بأسلوب غير قانونى وغير أخلاقى بالمرة، وهنا لابد وأن نتوقف وأن نسأل ماذا يحدث؟ ومن له مصلحة فى تبرئة المتهم بالتحرش والاعتداء على الفتاة؟ ومن أوصل الأمر إلى تشويه الفتاة فى وسائل الإعلام بدون ضمير أو أخلاق حتى ينال المتحرش البراءة بدلا من السجن؟
قارنوا بين حادثة الفتاة التى تعرضت للتحرش والضرب فى المول والسيدة التى تعرضت للضرب أمام مجلس الوزراء لأنها حاولت اقتحام البوابة لعرض شكوى، فى الحالة الثانية قامت الدنيا وتعرض فريق تأمين مجلس الوزراء كله للتحقيق وضباط الشرطة المسؤولين عن الواقعة فى موقف صعب جدا، فضلا عن أن رئيس الوزراء حدد للسيدة موعدا والتقاها بنفسه واستمع لشكاواها، أما فى الحالة الأولى فقد تعرضت الضحية لأقسى أنواع التشويه والظلم فى محاولة مفضوحة للتستر على المتحرش وفى النهاية تم إخلاء سبيله بكفالة 100 جنيه ولا نعلم ما مصير القضية بعد ذلك.
نحن أمام نموذج فاضح للفساد والاستقواء بالإعلام لتغيير مسار قضية واضحة فهل يسكت الرأى العام عن ذلك؟