الحرب التى تدور على أرض سوريا إحدى أهم معاركها تجرى على شاشات الفضائيات، وأجهزة الكمبيوتر والتليفونات المحمولة، على فيس بوك وتويتر ويوتيوب، الفضائيات والمواقع تعكس مصالح كل طرف، وحلفائه، منذ أعلنت روسيا الحرب على داعش والتنظيمات المسلحة فى سوريا بدأت حرب من نوع آخر.
دول كانت تعبث فى سوريا وتساند داعش والقاعدة والفتح وغيرها، بدأت تطالب روسيا بالتراجع، جيوش وهمية عادت لمواقع التواصل، لتصدر بيانات تعلن فيها رفض أو قبول الحرب، المعارضة السورية التى تبخرت عادت للظهور ببيانات وأوراق وصور وخطابات وحديث عن غزو روسى.
كانت ذروة التصاعد هى خطابات الرئيس الأمريكى أوباما أمام الأمم المتحدة، وخطاب بوتين أمام المنظمة، أوباما يعترف بأخطاء فى ليبيا، وبوتين يشير إلى فوضى صنعها الكبار، لكنه يعلن أنه سيتدخل لمواجهة الفوضى التى يراها تضر بالأمن الدولى، كل طرف له مصلحة خلف الخطاب والتحرك، رئيسة الأرجنتين«كريستينا فرنانديز» قالت لأوباما والدول الكبرى: «كنتم تدعون للحرب على بشار، اليوم تدعون لحرب على من دعمتموهم لمواجهة بشار.. أنتم صنعتم الإرهاب». وأضافت: داعش مدعومة من دول كبرى أعضاء فى مجلس الأمن.
بريطانيا وأمريكا غاضبتان تطالبان بالتوقف، والدول التى مولت داعش وأخواتها ترى التدخل الروسى غزوا، نفس هؤلاء المعترضين يلعبون فى سوريا من سنوات، قطر وتركيا، أردوغان والسعودية، أمريكا نفسها دربت مقاتلين، كانوا بداية لاستقدام مقاتلين من كل العالم بدعوى مساندة الشعب السورى، تحولوا إلى استيطان يسعى لاقتطاع أجزاء من سوريا لإقامة خلافة مزعومة بشائرها الذبح والحرق والإلقاء من أسطح البنايات والإعدام بالآر بى جى.
روسيا أربكت الأطراف المختلفة، الإعلام التابع لخصومها يدفع لتصوير الحرب على أنها حرب صليبية، ومنها الجزيرة، أو حرب طائفية «شيعة وسنة»، بينما كل التنظيمات التى مارست القتل والحرق والذبح، سنية، وكل الأطراف بطوائفها خسرت من الإرهاب.
روسيا تبدو جاهزة لمعركة إعلامية دعائية، ترد بسرعة على بيانات تتحدث عن سقوط مدنيين، بصور وفيديوهات للضربات ومواقع داعش. أمريكا قالت إن المعلومات عن تمركزات داعش غير دقيقة، ردت موسكو: أنتم تضربون من شهور دون نتيجة، أين معلوماتكم؟ واشنطن تريد حماية حلفائها ممن دربتهم «سى آى إيه» وبعضهم سلم سلاحه للقاعدة، روسيا ترد على مواقع التواصل والشاشات، بأن لعبة تسليم السلاح متفق عليها.
روسيا تقول، إن كل مسلح داخل الأراضى السورية هدف محتمل، الرئيس التركى أردوغان يخترع حديثا مع الجزيرة، حليفه مع داعش، ليعاتب روسيا، أردوغان لاعب رئيسى فى سوريا شريك فى نهب بترولها، وحليف لداعش وأخواتها، ضد الأكراد. إيران فى الصورة حليف للأسد.. أوراق وخيوط متداخلة ومعقدة تسير بالمنطقة على خيط نار مشدود.