محـمد شـوارب يكتب: عندما تكون الصـحـافــة تـربـيـة وتـعـلـيـم

الإثنين، 05 أكتوبر 2015 06:21 م
محـمد شـوارب يكتب: عندما تكون الصـحـافــة تـربـيـة وتـعـلـيـم صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لاشك أن الصحفى أو الكاتب هو صاحب رسالة يعيش ويتحرك مع الأحداث وبين الناس، لكى ينظر إلى أوجاع وهموم الناس وينقلها بقلمه بكل مصداقية وشفافية، ويعتبر قلمه صرخة حق ومتمرد على الأوضاع الباطلة والفساد فى المجتمع محاربًا البيئات الظالمة، ناهضًا بأعباء رسالته وهو يعالج الأمور فى الأفق بأن العدل والنفس هما أساس وسر مهنته.

بديهى جدًا أن كل إنسان يعمل فى مهنته أو حرفته فى الدنيا، فعليه حق وللدنيا عليه حق، فله أن ينال من ضروراتها ومرفهاتها ما يحفظ حياته ويسعدها، ويسعد معه الآخرين فى الدنيا، وقد يكلفنا عملنا جهدًا ومشقة يتصبب معه العرق والجهد ويطول فيه العناء، ولكن الجهد المبذول لا يجوز أن يميل بنا عن الجادة، أو يزيغ بنا عن الحق، ولذلك فإن الاستسلام لأى تيار يحمل الكآبة بداية انهيار فى الإرادة مصحوبًا بالعجز والشلل.

عندما أتكلم عن (بلاط صاحبة الجلالة) وهى الصحافة، فهى الأدب والتربية والتعليم، فهى أدب الجماهير والقراء وعامة الناس، فهى تخاطب الناس بلغتهم وتزرع فى نفوس الناس الأمانى والوطنية الخالصة، فهى الروح والمزاج وعين الشعب فى محاربة الجرائم وأصحاب مخالفة الضمير ومحاربة الظلم والفساد فى المجتمع. فالصحافة والصحف هى مرآة الأمة عامة، وهذه المرآة اليوم تريها نفسها كما هى الآن، فهى مرآة الغد تريها نفسها أيضاً، كما يجب أن تكون فى المستقبل.

الصحافة هى الأداة صاحبة التنوير والفهم والحلول والتعليق والتبصير مصحوبة بأقلام الكتاب والأدباء الممتازين، وهنا يجب أن نلاحظ أننا نفهم بعين القارئ وأحاسيسه كى نخاطب الشعب بأكمله بمختلف اتجاهاته وسلوكياته سواء الثقافية أو الفنية كى نقرب بين الطوائف العامة من الشعب.

ولكن ما أحب أن أؤكده هنا أن الصحافة هى بمثابة عدل ومعالجة الاستبداد، فهى مهنة الشرف، فإذا كان هناك علة، فعلى الصحفى أو الكاتب أن يكافح ويدرس ويعالج، لأن شرف المهنة يقتضى ذلك، فالصحافة هى مهنة المتاعب وحياة معاً ودراسة الدنيا أيضاً.

ولا يسعنى فى هذا المقام بأن أنبه أيضاً بأن المقالة والخبر هما أساس فن الصحافة وميدان للمباراة والتوفق بأناقة المقالة، فهى قوة جاذبية كبيرة تشد القارئ إلى صميم الموضوع، خصوصاً الصحفيين الذين يبدعون فى الأسلوب والكتابة حتى يكون سهلاً على القارئ ، وخصوصاً على بعض أو قلة من أفراد الشعب الذين لم يحصلوا على مقدار كبير من الثقافة (مع الإحترام) ، أن يفهموا ويصيغوا فهذا الأسلوب له قيمة فى ايجاد القراء للمقالات والصحف، فالمقالة هى تربية للقارئ تستطيع أن تربى كثير من الأجيال. وهنا يلعب الصحفى الممتاز الذى ينصهر فى بوتقة الأدب والعلوم والفنون، بحيث يعالج مشاكل الناس وهمومهم بميزان الآداب ويكتب بالأسلوب الراقى الأدبى المهذب الذى يريد الفهم ويصقل الذهن، فهو الذى يبصر بقيمة العلوم فى التطور العالمى والحاضر، وأن يكون على دراية ومعرفة بالآمال والمخاوف، فهو الذى يفكر بعقلية حيث يتحدث عن مشكلات الناس فى ضوء من التيارات السياسية، فهو فيلسوف الكلمة فى عالم الصحافة.

كما لا ننسى أن الفضل يعود للصحافة والصحف، أن الكتاب والأدباء الذين يستخدمون الأسلوب السهل المنير فى كتاباتهم هو الذى يجذب فريقاً من القراء لاستخدام استعمال اللغة السهلة التى تبلغ بها معانى الفهم العميق للقارئ دون استعمال الحشو من الكلمات التى تصد القارئ.

لقد ومازالت أرجو أن تهتم الصحافة ووسائل الإعلام الوطنى والخاص أن تهتم بشؤون الناس وآلامهم، حيث كانوا وحيث يعيشون، والاهتمام بقضاياهم، فإن هناك قصوراً أو تقصير فى هذا الميزان، فالصحافة والإعلام كليهما حرفة ورسالة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة