يواصل الشعب الفلسطينى صموده ونضاله من أجل حقه فى الاستقلال والحرية، أى من أجله حقه فى الحياة، يقدم شبابه وشيوخه وسيداته التضحيات فى مقاومة احتلال بغيض فى الوقت الذى تنصرف فيه الدول العربية عن أى دعم له.
يناضل الفلسطينيون بينما يواصل البعض تصفية الحساب معهم، من زاوية حسابهم على أخطاء قياداتهم، وعلى هذه القاعدة أصبحت جرائم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتينياهو، وجرائم جيش الاحتلال، وجرائم المستوطنين، مجرد أخبار يتم تداولها فى وسائل إعلامنا كغيرها من الأخبار، وبلغ الاستخفاف مبلغه حد إعطاء البعض صك البراءة لإسرائيل بسؤال: «ماذا فعلت إسرائيل بنا فى السنوات الأخيرة؟»، يطرح هذا السؤال على أساس أن «إسرائيل لنا»،بينما «فلسطين علينا»، وهكذا تجد إسرائيل من يفتح الباب ترحيبا وتهليلا لإدخالها إلى فراشنا مجانا.
يزعم نيتينياهو أن «إسرائيل تخوض معركة حتى الموت ضد الإرهاب الفلسطينى»، ويصدر التشريعات بهدم منازل الفلسطينيين، ويمنع الفلسطينيين من الدخول إلى البلدة القديمة فى القدس الشرقية المحتلة، ويطلق جحافل المستوطنين للاعتداء على القرى الفلسطينية وإيقاع الأذى على سكانها وزرعها، وإذا كان هذا من الجرائم المعتادة لإسرائيل ضد الفلسطينيين طوال تاريخها منذ اغتصباها أرض فلسطين عام 1948، فإن رد الفعل العربى الحالى هو غير المعتاد، وغير المعتاد أيضا رد الفعل الدولى الذى يأتى بالتبعية للموقف العربى، فإن كان متخاذلا، تخاذل العالم فى الضغوط على إسرائيل.
توصيف الحالة الفلسطينية حاليا لا يحتاج إلى فصاحة، فما يحدث فى سوريا وليبيا والعراق، وما يحدث من تمدد للتنظيمات الإرهابية من داعش وغيرها، هو الزاد الذى تتزود به إسرائيل كى تبقى القضية الفلسطينية فى ذيل اهتمامات العرب. كيف نستعيد وهج الرأى العام العربى لصالح القضية الفلسطينية؟، هذا سؤال مطروح على كل القوى السياسية التى تضع فلسطين على سلم أولوياتها، مطروح على من أنفقوا سنوات نضالهم لأجل القضية، نعم هناك انشغال بقضايا الداخل بما هو يكفى، لكن لم يحدث فصل حاد مثلما هو حادث الآن بين القضية الفلسطينية وبين قضايا الداخل، كان كل منهما يسير بالتوازى. فرض علينا الآن أكثر من أى وقت مضى أن نقدم ما فى وسعنا دعما للنضال الفلسطينى، فالقضية ليست «أبو مازن» الذى لا حول له ولا قوة، ولا «حماس» التى حبست القضية فى أدراجها واختصرتها فى «حكم غزة».
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة