«لا نعرف هؤلاء المرشحين فكيف ننتخبهم؟ القوائم المرشحة فى الانتخابات تخدم الدولة، المرشحين اللى عايزينهم ينجحوا هينجحوهم يبقى نروح ننتخب ليه ونوجع قلوبنا، دى تمثيلية زى كل مرة وهييجى برلمان مش هيعمل حاجة، انتخابات ملهاش لازمة ومجرد ديكور خلينا فى أكل عيشنا أحسن».
هذه عينة من الشائعات التى يجرى ترويجها ونشرها بين الناس فى وسائل المواصلات، وفى أماكن العمل والمساجد، ومواقع التواصل الاجتماعى، قبل فتح باب الاقتراع فى المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، وكلها تذهب فى اتجاه تنفير الناس من الذهاب للإدلاء بأصواتهم فى انتخابات البرلمان واختيار من يمثلهم تحت قبة مجلس النواب، يضع لهم التشريعات ويراقب أداء الحكومة ويطالب بحل قضاياهم الملحة.
لا أدرى بالضبط من المسؤول عن ترويج مثل هذه الشائعات، لكنى أنا وأنت نعرف أنها تهدف إلى استبعاد المواطنين العاديين من ساحة الانتخابات أو تقليل مشاركتهم إلى أقل نسبة ممكنة، رغم أنهم يمثلون الأغلبية الكاسحة، وإفساح المجال أمام الكتل الميكانيكية التى تذهب للتصويت بالأمر تحت شعارات دينية مغلوطة، فإذا تحقق ذلك لا قدر الله، ضمن أصحاب الشعارات الدينية المغلوطة ومن وراءهم عدد لا بأس به من المقاعد البرلمانية، وظهروا أمام المصريين والعالم وكأنهم يمثلون الأغلبية فى هذا البلد.
رأينا ذلك يحدث بحذافيره فى انتخابات 2012 وتحقق الهدف من الشائعات وكانت من أكثر الانتخابات التى عزف المصريون عن المشاركة فيها والإدلاء بأصواتهم، حتى وصل الأمر إلى مشاركة نحو 7% فقط من الناخبين الذين لهم حق التصويت فى الانتخابات الهزلية لمجلس الشورى عام 2012، وهو المجلس الذى استخدمه الإخوان فى تمرير مجموعة قوانين وقرارات كارثية على البلاد ومستقبلها.
هل نسمح من جديد بأن يضحك المغرضون على «دقوننا»، حتى تتمكن شائعاتهم الخبيثة من عقولنا، لنعزف عن المشاركة فى الانتخابات، ونترك لهم الساحة ليظهروا من جديد بوجوههم العكرة، وأفكارهم المتخلفة، وتفاهاتهم التى تمسخ الحياة السياسية المصرية، وتحولها إلى جدالات عقيمة حول قضايا شكلية، بينما تخوض الدولة أخطر حروبها فى مواجهة الإرهاب وفى التنمية الشاملة؟ الإجابة لديك أنت، يا كل مصرى يمتلك حق التصويت واختيار البرلمان المقبل.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة