أكتب لكم اليوم لأن الرئيس الأسبق أو الفريق طيار مدى الحياة أو اللواء قائد القوات الجوية بنصر 1973 أو العميد قائد الكلية الجوية بعد النكسة الذى أعد الأبطال أو نائب السادات فى أحلك ظروف الوطن أو المقاتل الذى حارب بحرب اليمن والوحيد الذى كان يطلع طلعتين باليوم الواحد أو الرئيس الذى اكتملت فى عهده خريطة مصر كاملة كما يجب أن تكون محتويةً على طابا وحلايب وشلاتين أو المواطن أو قل ما تريد من مسميات، فالأهم أنه محمد حسنى مبارك.. اليوم كان يومه منذ عام 1973 نعم يومه فهو أحد المشاركين فى هذا النصر بل إنه مفتاح رئيسى لعب دوره ببراعة، وهذا ما شهد به الرئيس السادات نفسه الذى قرر تأجيل الحرب فى حالة عدم الاستعداد الكافى للقوات الجوية، إيماناً منه بأن نسور الجو هم كلمة السر فى حسم أى معركة، معللا خسارات الجيش المصرى أكثر من مرة بسبب عدم كفاءة قواته الجوية فى 67 وغيرها.
قل ما تشاء، لكن ثق أن أشد أعداء مبارك لم ولن يستطيعوا للحظة أن يشككوا فى وطنيته أو فى كفاءته العسكرية، حرب العزة والفخر والكرامة هو أحد أضلاعها شئتم أم أبيتم، وقد شاءت الظروف أن يظل الرجل حياً يرزق بيننا منذ تنحيه فى 2001 وحتى تاريخه ليشهد أربعة احتفالات، وها هو الاحتفال الخامس دون أن ينصفه أحد سواء من المنظومة الإعلامية التى ترعرعت فى عهده أو من المؤسسة العسكرية التى انتمى إليها منذ أربعينيات القرن الماضى ولا يزال!
ربما الظروف والصوت العالى ومصلحة الوطن حالت دون إعطاء الرجل حقه كقائد من قادة النصر، إلا أن مفهوم العدالة والإنصاف يقتضى أن نطالب بتحقيقه معه مثلما هو الحال فى محاكمته التى مَثَل لها بهدوء واستسلام وقضى مختلف مراحلها هو ونجلاه دون اعتراض أو امتعاض فى حين أن الفرصة كانت سانحة لهم للهروب، هذا بالإضافة إلى أن الظروف الآن قد أصبحت واضحة وضوح الشمس والحقائق تجلت وتكشفت، والأوضاع داخلياً قد بدأت فى العودة إلى طبيعتها، بعد تولى الرئيس السيسى شؤون البلاد منذ عام ونصف العام.
أيها السادة، أنصفوا الرجل الذى تخلى عن السلطة وفوض القوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد حقنا لدماء شعبه مثلما فعل الملك فاروق فى ثورة 1952.. يا سادة حافظوا على التاريخ حتى لا يأتى بعد ثلاثين عاما من الآن أو ربما أقل جيل خامس أو سادس يطمس مثلا ثورة 30 يونيو أو تطهير مصر من الإرهاب أو حفر قناة السويس الجديدة وينسبها لغير صانعيها.. أظن الرسالة وصلت.