أكرم القصاص

روسيا وسوريا.. أمريكا وداعش أوراق ومصالح!

الأربعاء، 07 أكتوبر 2015 07:38 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كل ألأطراف حول ترابيزة اللعب، الأوراق لم تظهر كلها فى سوريا، الحرب قبل دخول روسيا تختلف عنها بعده، ومصالح الأطراف تتعارض أو تتقاطع أو تتفق، وكل طرف ينتظر ورقة مفاجئة من خصم أو سند من حليف.

المعسكر الأمريكى والأوروبى يبدو قلقا من مفاجأة التحرك الروسى بالإضافة إلى تركيا التى كانت لاعبا أساسيا فى سوريا والعراق.. السعودية وقطر ضالعتان فى دعم الميليشيات المختلفة، السلفيون فى أكثر اتجاهاتهم أصبحوا يرددون أن التدخل الروسى غزو ويصفه البعض بأنه صليبى يتفق فى هذا داعش والنصرة والفتح، وهى تنظيمات متعارضة ومتحاربة يكفر بعضها بعضا، وأصبحت هناك دعاوى لتوحدها فى مواجهة روسيا، واستعادة لمواجهة السوفييت فى أفغانستان، التى تختلف فى الظرف الإقليمى والدولى. فضلا عن سمعة التنظيمات الإرهابية فى الذبح والحرق والقتل مع عدم التفرقة بين سنى وشيعى ومسيحى أو إيزيدى، والظاهر أن «داعش» مستهدف بالغارات الأمريكية.

المفارقة أن موقف المعسكر الأمريكى يتفق مع الدعوة للحشد داخل معسكرات داعش والميليشيات المسلحة التى تحارب من أجل انتزاع مساحات لتوسيع ما تسميه دولة الخلافة، وربما يتوقع بعض المحللين أن تستعيد الولايات المتحدة التحالف مع داعش، والنصرة، لمواجهة التمدد الروسى فى سوريا، فى استعادة لتحالف قادته الولايات المتحدة فى نهاية الحرب الباردة، مع الأخذ فى الاعتبار أن تحالفا أمريكيا مع داعش، ربما لايكون بنفس سهولة تكوين تحالف السى أى إيه، بالنسبة للسعودية تبدو مستفيدة من تصعيد يحول الخلاف إلى صراع طائفى شيعى سنى، لكن هذا الرأى يصطدم مع مشاركة سعودية فى تحالف مواجهة داعش، ويتناقض مع كون السعودية واحدة من الدول التى تواجه تفجيرات وإرهاب داعش فى أكثر من موقع.

روسيا تلعب على وتر مواجهة الفوضى، والشعب السورى الذى واجه بطش وإرهاب «داعش» يجد نفسه أمام فوضى السيادة فيها للمقاتلين المرتزقة من كل دول العالم، لا يمثلون أملاً لشعب كان يطالب بتغيير وشراكة فى السلطة، فإذا به يجد نفسه أمام فوضى تنظيمات إرهابية أطاحت بالسوريين إلى الخارج وطاردتهم فى الداخل، وأفسدت أحلامهم فى التغيير.

تركيا ذات موقف دقيق، فهى ممر لداعش ولها علاقات ومصالح مع الميليشيات، تجارى أمريكا فى حربها المعلنة على داعش، وتدفع نحو انتزاع منطقة عازلة من سوريا، لتمنع إقامة أى كيان كردى، تعترض على اختراق روسى لمجالها الجوى، وروسيا تحذر من احتكاكات فى المجال السورى.

لم تظهر النية الكاملة لروسيا، ما إذا كانت ستواصل الحرب بريا أم تدعم الجيش السورى فى تحركه برا لاستعادة الأراضى المنتزعة أم تتوقف عند ضربات جوية بهدف تحريك الحل السياسى الذى تكرر بعد التدخل الروسى.

أمريكا وروسيا، تتواجهان، وورقة داعش تحرق من يحاول اللعب بها، وكل طرف يخفى ورقة يلعب بها فى الوقت المناسب.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة