يوم السبت الماضى زرت الأقصر لأول مرة فى زيارة استغرقت 24 ساعة لحضور الملتقى الإعلامى الأول لكليات ومعاهد وأقسام الإعلام فى جامعات مصر بجامعة جنوب الوادى، توقعت ألا أرى مكانا شاغرا فى المدينة من السياح، فهى المدينة الأثرية التاريخية التى لقبت بمدينة الشمس أو طيبة عاصمة مصر الفرعونية على ضفاف النيل، التى تحتوى على حوالى ثلث آثار العالم وأشهرها وأجملها وأقدمها، ويعشقها الزائرون الأجانب. الواقع أصابنى بالحزن على حال المدينة رائعة الجمال بآثارها وسحرها وعبقها التاريخى، الشوارع خالية والفنادق تكاد تغلق أبوابها على العاملين فيها، والأماكن السياحية والأثرية خاوية على عروشها، وأصحاب المحلات والبازارات يجلسون أمامها يستدعون ذكريات الماضى الجميل عندما كانت المدينة صاخبة وعامرة بسياحها وزوارها.
الوضع صعب للغاية وسكون وهدوء المدينة يبعث على الحزن والاكتئاب والانزعاج، ولا أحد للأسف يتحرك لانتشال المدينة من وضع الركود الحالى، وإنقاذ أهلها من البطالة الإجبارية، وعلامات استفهام وتعجب كثيرة أمام صمت السادة المسؤولين عن السياحة فى مصر، واستسلامهم لهاجس الإرهاب والخوف من إقامة أية فعاليات أو مؤتمرات ضخمة وحملات ترويج لتنشيط الوضع السياحى فى الأقصر، رغم أن الأوضاع الأمنية فى المدينة المحافظة مستقرة للغاية.
على هامش الملتقى الإعلامى جلست مع الدكتور محمد بدر، المحافظ الجديد للأقصر، وأبديت له انزعاجى الشديد من الوضع الحالى، وأين وزارة السياحة، وأين حملات التنشيط والترويج، وهل نترك الأقصر على حالها، ونضع أيدينا على خدودنا، ونستسلم لهاجس الخوف من قدوم السياح، مصدر الدخل الرئيسى لمصر ومصدر الرزق الأساسى لنحو نصف مليون نسمة هم سكان المدينة. الصراحة لم يخفيها الدكتور بدر ووافقنى على الوضع المحزن للمدينة ونسبة الإشغال السياحى التى لا تتجاوز %15 حاليا.
الحوار حول الأقصر مع الدكتور بدر شارك فيه محافظ قنا، اللواء عبد الرحيم الهجان، وكانت فرصة أن أعرض على محافظ الأقصر أن يتقدم للقيادة السياسية وللحكومة باقتراح أن تستضيف الأقصر الدورة القادمة للمؤتمر الاقتصادى، الذى انعقد فى شرم الشيخ، وقرر الرئيس السيسى أن ينعقد سنويا، ولما لا، فالأقصر لديها كل الإمكانيات اللازمة لاستضافة المؤتمر وضيوفه، بل أتصور أنه مجرد الإعلان عن استضافة الأقصر للمؤتمر سيتسابق العالم للحضور إلى مدينة الشمس، موطن التاريخ، لا ينقص الأقصر شيئا من طرق ومطار عالمى وفنادق، إضافة إلى الآثار، من أجل إعادة الحياة السياحية لها مرة أخرى بتأثير انعقاد المؤتمر، هى فكرة يمكن تنفيذها فى الأقصر وتحتاج إلى قرار فورى من المسؤولين.