يكفيك أن تعرف حكايات عن اختطاف الأحزاب للمرشحين كى تعرف أننا نشهد انتخابات لا لون لها ولا طعم، ويكفيك أن تعرف طريقة انتقال مرشح من حزب إلى آخر، ومن قائمة إلى أخرى كى تتساءل: لماذا يفعلها من يفعلها؟ ما هو الإغراء السياسى الكبير الذى يجعل مرشحا يفضل هذا الحزب عن ذاك؟
فى القصة يتحدث حزب الوفد عن أن حزب المصريين الأحرار يخطف مرشحيه، وأنه اتصل بـ«35» من مرشحى الحزب لهذا الغرض، وفى القصة أيضا أن أحزابا قامت بضم عناصر من الحزب الوطنى المنحل لترشيحها وأبرزها حزب الوفد، وفى القصة أن أحزابا دفعت بمرشحين لم يكونوا أعضاء فيها من الأصل، وتم التقاطهم وضمهم، ووجدها هؤلاء المرشحون فرصة لـ«الإنقاذ المالى» أو«الحماية الحزبية»، وأسباب انتخابية أخرى.
فى القصة لن تجد أن هذا التنقل يأتى نتيجة اختلاف برامج سياسية وانتخابية، أو نتيجة قضية سياسية مركزية، مما يؤكد أننا أمام عوار سياسى بامتياز يدفع المواطن والناخب إلى الشك فى ولاءات المرشح السياسية، فكيف للناخب أن يصدق هذا المرشح، وهو يتحدث بلغة سياسية تعبر عن الحزب الذى يمثله انتخابيا، بينما كان يتحدث بلغة مختلفة تعبر عن حزب آخر فى انتخابات سابقة؟ وكيف للناخب مثلا أن يصدق مرشحا كان ملء السمع والبصر فى تأييد نظام مبارك ثم يترشح الآن على حزب يتحدث عن أنه ضد هذا النظام؟
فى سنوات سابقة وبعد عودة الحياة الحزبية فى عام 1976 وطوال فترة حكم مبارك، كانت هذه القضية مثار تندر كبير، فالذين انتقلوا من صفوف أحزاب المعارضة إلى الحزب الوطنى الحاكم كانوا يفقدون رصيدهم السياسى، بل كان هذا الفقدان السياسى يمتد إلى انتقال مرشح من حزب معارض إلى حزب معارض آخر، لكن الحزبين يختلفان أيدلوجيا وسياسيا، أما الآن فيتم التعامل معها دون إعطاء أى اهتمام لأثارها السلبية، وهو ما يعبر عن فقر فى الحياة السياسية، وعدم ثبات الأحزاب على أرضية سياسية صلبة وقوية، وأن ما يحدث لا علاقة له ببرامج سياسية وانتخابية محترمة تجذب المرشحين الذين سيغادرون الأحزاب فور انتهاء الانتخابات فى حال فشلهم، وكأن هناك تعاقدا ليس أكثر بين الحزب والمرشح على فترة معينة تجمعهما.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة