سهير جودة

قهر الرجال

الخميس، 08 أكتوبر 2015 10:03 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل الزوج اللقطة أقصى طموح المرأة؟ وهل لقب حرم الرجل المهم أو الرجل الثرى، أو الاثنين معا، أهم وأبقى وأكثر احتراما وجاذبية من كيان المرأة المستقل؟ وهل المرأة تنجح لتثبت التفوق، وقبل ذلك وبعده لتلفت انتباه الرجل وتنزع إعجابه وتوقيعه فى دفتر المأذون؟ وهل الرجل العربى يقبل أن تسبقه المرأة «الزوجة» أو الحبيبة ولو بنصف خطوة أو على الأقل أن تكون مثله أو حتى أقل قليلا؟
هل التركيبة النفسية للرجل تسمح بأن يستقبل نجاح الزوجة وشهرتها «بنفس» راضية أو بسعادة ودعم متعدد الاتجاهات ومكثف ومستمر؟ ولماذا يكون نجاح المرأة أحيانا فى مقابل استقرارها العاطفى والزوجى.. أنا امرأة ناجحة وشهيرة إذن أنا امرأة وحيدة أو مطلقة أو معلقة أو تعيسة؟
هذه الأسئلة قد تظل بلا أجوبة صادقة.. أو قد تكون الإجابة الصادقة صادمة وإدانة حقيقية للمجتمع وكشفا لعورات ثقافة اجتماعية سلبية، ولكننا نتوارثها ونرسلها ونستقبلها ونضيف إليها مزيدًا من الجهل والتراجع، فالمرأة الناجحة أو المشهورة ننظر إليها دائما باعتبارها كائنا مشكوكا فى أمره، والعقيدة المستقرة فى أعماقنا هى أن نجاح المرأة يبدأ وينتهى فى الزواج، وبالزواج وليس فى خارجه، وأن المرأة خلقت لسعادة صاحب السعادة والسيادة.. معالى الرجل.. المرأة الناحجة يحبها الرجل ولا يتزوجها، وإذا تزوجها فلا بد أن يمتلكها، وأولى خطوات الامتلاك التنازل عن كل طموحاتها على أن يبقى الرجل ويستمر إلى الأبد هو الطموح الوحيد، وإذا تقبل الرجل وأقبل على الزواج من امرأة ناجحة أو مشهورة، فهو رجل خال من العقد منزوع العيوب كائن سوى وصحيح واستثنائى، وإذا كانت المرأة هى الأنجح والأشهر فهذه مصيبة وعبء وكارثة.
والرجل الذى يعد استثناء الاستثناء الذى يكون سعيدًا بأن زوجته أنجح وأشهر ويجاهر بهذه السعادة ويقدم لها كل أنواع الدعم من المؤكد أن المجتمع لا يتركه فى حاله، ومن المؤكد أن سهام الكلام سوف تصيب وتدوش أيضا، ومن المؤكد أنه سوف يتأثر وقد يستمر فى الصمود وقد يتراجع ويحول حياة الزوجة إلى جحيم!! الرجل الذى لا يريد المرأة سوى نموذج عصرى من «الست أمينة» لا يجب أن نقدم له الإدانة، ولكن لا بد أن نراجع فكرة المرأة عن نفسها، فأغلب النساء فكرتها عن المرأة سيئة، وثقافة المجتمع السائدة تنظر إلى المرأة كأنثى وليس كإنسان، وثقافة المجتمع ترسخ توصيف مصطلح ذكورى ونسائى وإبداع نسائى وآخر رجالى، وهذا التوصيف والتصنيف يؤكد التخلف والتراجع وأننا جميعا نستمتع بالعزف فى أوركسترا الجهل المبين والمفروض والمكرر علينا ونعيد إنتاج ثقافة الجهل كل يوم.
مجلس الشعب المقبل كاشف لعورات الثقافة والذهنية المصرية، وكيف ينظر المجتمع للمرأة مهما ادعى ومهما تكاثرت المجالس التى تجاهد من أجل حرية المرأة وتمكين المرأة وتمثيل المرأة فى البرلمان.
فالمجتمع المتحضر نعرفه من أدائه وطريقة تفكيره تجاه المرأة، والمرأة لن تحصل على الحرية فى مجتمع غير كامل النضج أو مجتمع لا ينمو فيه غير «الجهل» بجدية واجتهاد، مجتمع غارق فى فساده لا يعرف ما هى الحرية، وهل هى حقيقة أم ادعاء أم مجرد مصطلح وكلام جرايد وطق حنك، وإذا كانت الحرية واقعًا فهل نمتلك مؤهلات التعامل مع الحرية؟ وإذا وصلنا فى يوم ما إلى مرحلة أن نعامل المرأة كإنسان، ربما قد يكون لنا الحق أن نسأل: وهل يعامل الرجل كإنسان؟!






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة