المستقلون يحسمون الرهان بين «المصريين الأحرار» و«حب مصر»
تبدأ المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية والصراع يدور بين فريقين: فريق يصارع من أجل البقاء، وآخر يتنافس على الأغلبية، وفريق ثالث ينتظر حسم الصراع لكى يعلن انحيازة.
فى المرحلة الأولى كان للمستقلين اليد الطولى «148 مقعدا»، و«حب مصر» على «60» مقعدا، «نصفها تقريبا أعضاء لأحزاب»، يليهما المصريين الأحرار «41» مقعدا «36» فردى و«5» فى حب مصر، ثم مستقبل وطن «36 مقعدا منها 5 مقاعد «حب مصر»، وأخيرا الوفد «20 مقعدا منها 5 حب مصر»، وفى مؤخرة السباق النور «10 مقاعد فردى»، والمؤتمر حصل على «7» مقاعد، أى أن الأحزاب مجتمعة حصلت على «99» مقابل المستقلين «148» مقابل «75» لحب مصر.
إذن المعركة من يستطيع أن يستقطب المستقلين تجاهه؟
المرحلة الثانية : إجمالى عدد المرشحين «2847»، إجمالى عدد المرشحين الحزبيين «532» وإجمالى المستقلين «2045»، المصريين الأحرار ينافس على «115» مقعدا، ومستقبل وطن «96» مرشحا، والوفد «142» مرشحا، وقائمة حب مصر «60» مرشحا منهم «15»، بالتزكية، وتحتاج إلى %5 من التصويت، والنور «85» مرشحا، و«51» لحزب المؤتمر المصرى الاجتماعى «30» والتجمع «13 مرشحا».
ائتلاف «حب مصر» منذ أن نشأ كان يستقطب مستقلا فى كل دائرة تقريبا، وسبق لـ«اليوم السابع» أن نشرت تلك الوثيقة، ووفق معلومات للباحث حتى كل أعضاء الأحزاب وقعوا على وثيقة تلزمهم بالتصويت مع حب مصرفى البرلمان، بل إن كل الأطراف الحزبية فى القائمة، ما عدا «8» أعضاء للمصريين الأحرار مستعدين مع الفائزين من أحزابهم الانضمام فى تكتل حب مصر، أى أن قبل إعلان نتائج المرحلة الثانية هناك «126» مقعدا لائتلاف حب مصر مقابل «41» مقعدا للمصريين الأحرار، أما الـ«148» من المستقلين فهم موزعون بين أحمد عز «18» نائبا، وحوالى «70» موالين لأحد أجهزة الدولة، وهم الأقرب للتفاوض لدخول ائتلاف حب مصر، وما تبقى «60 مرشحا» أعضاء فى أحزاب لم ترشحهم أو انشقاقات من أحزاب، وفى الأغلب سيتفاعلون مع رغبات أحزابهم، أى أن المرحلة الأولى انتهت والأغلبية لـ«حب مصر» بـ«196» مقعدا على الأقل.
من الـ«222» التى يتنافس عليها «532» مرشحا و«2847» مستقلا، أى ما يعادل تنافس «13 مرشحا على كل مقعد»، وإذا افترضنا أن المستقلين سيفوزون بـ%55 مثل الأولى سيكون لهم «120 مقعدا» تقريبا مقابل «102» مقعد للأحزاب، للأحزاب مجتمعة، ووفق تقديرات أولية فستكون نسب التوزيع بين الأحزاب بين المصريين الأحرار والوفد والنور ومستقبل وطن بأرقام شبه متقاربة، ولكن قائمة حب مصر ستدخل إعادة مع إحدى قائمتين الاتحاد الجمهورى أو ائتلاف الجبهة وتيار الاستقلال، ووفق التقديرات فسيكون لائتلاف حب مصر أكثر من «280» نائبا وللمصريين الأحرار ائتلاف لن يقل عن «100» نائب، وسيكون هناك كتلة حرجة خارج الحسابات لن تقل عن «100» نائب للنور والإسلاميين واليساريين والليبرالليين المستقلين وأنصار أحمد عز والنظام القديم.
هذا من حيث الكم، ولكن من حيث الكيف لن يكون هناك أكثر من %10 من النواب يصلحون للمناصب البرلمانية، وسيكون أغلبهم من المعينين من قبل الرئيس، كما أن معارك التوافق حول تلك المناصب وحول التشكيلات الوزارية ستكون أكثر ضراوة من معارك الانتخابية، والأهم أن عصر زعماء القبائل البرلمانية قد انتهى إلى غير رجعة، ولن يضمن أى تكتل خارج حب مصر ولاء نوابه بسهولة، حيث سوف يخرج عن التزام الكثيرين، ولن يستطيع أحد أحكام سيطرته على كتلتة البرلمانية كون أغلب تلك الكتل تكونت وفق آليات جماعات المصالح، وليس وفق أيدلوجيا سياسية أو حزبية، ولا ننسى أن أكثر من %50 فى كل الأحزاب أو القوائم أو المستقلين أعضاء سابقون فى الحزب الوطنى «المنحل»، ولهذا الأمر حديث آخر، وفى كل الأحوال نحن أمام برلمان بلا توافق ولا تحصين، برلمان سوف يكون لكل عشرة نواب رأى ودور مستقل، وسيكون أقرب برلمان عربى للبرلمان اللبنانى، وسيشهد تطورات دراماتيكية كثيرة، الأمر الذى سوف يستوجب تدخلات رئاسية ومفاوضات مع الكتل البرلمانية فى أغلب القرارات، أعتقد نحن أمام برلمان أغلبيته كمية وشكلية، يديره زعماء من خارجه، وعوامل أخرى لا يعلمها إلا الله وأجهزة الأمن!!