الحماس الداخلى فى مواجهات كل الدعوات الخارجية التى تؤثر بالسلب على أوضاعنا الاقتصادية لا يعنى أبدا نوعًا من النفاق للرئيس أو الحكومة، ولا يعنى بيع المبادئ بثمن رخيص، هو فى الحقيقة دفاع عن الدولة المصرية التى يريد أعداؤها إسقاطها بأى طريقة، حتى لو كان البديل هو احتلالها.
فى أزمة سقوط الطائرة الروسية فى شرم الشيخ وما حدث من تداعيات دولية وداخلية، وجدنا من يهلل فرحا بما فعلته بريطانيا وروسيا بحظر سياحها وتعليق طائراتها إلى سيناء، وإذا كان ذلك طبيعيا من جماعات الإرهاب التى لا يهمها فى شىء صمود الدولة أمام أى تحديات طالما لا يحقق لها ذلك أغراضها، فإنه ليس من المفهوم أن تنطلق هذه الحالة من آخرين لا يفرقون بين معارضتهم وغضبهم من الرئيس السيسى، وبين الدولة المصرية بما تعنى من مؤسسات وشعب.
أى تحركات خارجية لحصار مصر هى فى الأصل تنطلق من مصالح الأطراف الداعية للحصار، فلا هم يفعلون ما يفعلونه من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، وإلا ما تركوا إسرائيل تفعل ما تفعله من إرهاب وعربدة ضد الشعب الفلسطينى واحتلال أرضه، ولا هم يفعلونه من أجل سواد عيون المصريين، وليس من قبيل التكرار التذكير بما حدث فى العراق واحتلاله من أمريكا وإسقاط مؤسسات الدولة العراقية، ثم ما حدث فى ليبيا، ويحدث الآن فى اليمن، ويحدث فى سوريا، حيث يحتشد الإرهابيون بمساندة أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وفرنسا وتركيا لإسقاط الدولة السورية وليس إسقاط بشار الأسد، والتذكير بهذه الحالات ليس من قبيل ما يقوله أعضاء كتيبة «النفاق العام» عنها كتبرير لأى أخطاء تحدث فى ممارسات الحكم، وإنما نذكرها كدروس تؤكد على أن ما تفعله أى أطراف خارجية يحمل شبهة حصار مصر لا يكون من أجل الديمقراطية أو سواد عيون المصريين.
وفى مجريات الأحداث الحالية، فإن أى دعوة للاصطفاف الوطنى هى دعوة طيبة، شرط ألا تجمع فى صفوفها الانتهازيين والأفاقين الذين يغيرون جلودهم كل لحظة، كما أن تفعيل أى مبادرة تستهدف تنشيط الاقتصاد الوطنى هى مبادرة طيبة لأن فائدتها تعود على كل مصرى، وبالتالى فإن حشد الجهود لتفعيل السياحة الداخلية إلى شرم الشيخ يجب أن نسانده بقوة، فلسنا فى وضع يسمح لنا بأن يتحول آلاف العاملين فى قطاع السياحة إلى قوة عاطلة.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة