ولأننا فى زمن الأسئلة التى لا يسعى أحد للإجابة عليها وينتظر الجميع أن تأتيه دون جهد، وبما أننا فى هذا الزمن وبما أن السؤال الأكبر منذ سنوات هو إلى أين نحن ذاهبون؟ وربما لكى نحصل على الإجابة فإن علينا أن نسأل أنفسنا كل الأسئلة التالية: هل نعرف ماذا نريد حقا وإذا كنا نعرف ما نريد فمن الذى سيحقق ما نريده؟ وكيف سيتم عمل ما نريد؟ هل نرى أنفسنا على حقيقتها؟ هل نرى بعضنا البعض؟ هل نرى كل الدوائر التى حولنا؟ هل نعلم ما يحدث فى هذه الدوائر؟ ولماذا يحدث؟ وما تأثيره علينا؟ وما موقعنا منه؟
هل نتعرض لمؤامرة فعلا؟ وإذا كنا نتعرض لمؤامرة هل عرفنا أبعادها الحقيقية، وهل فكرنا كيف نتعامل معها؟ وهل نمتلك أدوات الرد عليها؟ لماذا يفعل أصحاب المؤامرة معنا ذلك ما الذى يريدون الوصول إليه؟ ما هدف ما يحدث من حولنا؟ هل نحن كشعب مستعدون لفعل أى شىء بالمشاركة والتحمل وخوض المعارك؟ ومن هم أعداؤنا فى الداخل؟ هل هم أشخاص أم جماعات أم مصالح أم أن أحوالنا هى العدو من فساد وفقر ومرض وجهل وفوضى وتدنٍ أخلاقى؟
هل ما يحدث من عمل فى المجتمع يكون جملة مفيدة أم أنها مجرد حروف شاذة ومتناثرة؟ فهل يعلم صاحب كل مبادرة لحل مشكلة أو لتقديم عون مالى أو اجتماعى ما هى كل المبادرات الموجودة فى الوطن؟ هل تجتمع هذه المبادرات تحت مظلة واحدة ليكون تأثيرها اجتماعيا ومعنويا واقتصاديا ملموسا وله قيمة ومعنى؟ هل تعلم كل جمعية خيرية أو جمعية مجتمع مدنى عدد الجمعيات المماثلة التى تعمل فى مجالها؟ هل تنسق معها، حيث تؤدى جميعها إلى نتيجة لها قيمة؟ هل لكل هؤلاء قائمة أو أولويات، حيث يتم العمل عليها فلا تترك الأولوية الأولى إلا إذا كان المستهدف منها قد تحقق؟
لماذا وإلى متى سنبقى حالة رد فعل انفعال يؤكد الانتماء إلى فئة العقول البسيطة التى تتكلم فى الأحداث من الزاوية التى تراها؟ متى وكيف نصل إلى صفوف ومصاف العقول الراقية التى تتكلم فى الأفكار وتنتج نظاما وإيجابية وإبداعا؟ ماذا سنفعل ونحن نعيش موجة غليان تكشف حالة التشتت وتدور بنا فى طرقات الاضطراب؟ وماذا سنجنى ونحن ندمن صناعة المعارك الإعلامية التى تجهز علينا ونغرق فيها ونبدع فى الفشل فى اختيار توقيتها ونوعيتها ونبدع فى النقد والصراخ والندب والميل إلى التشاؤم والاتجاه إلى الفشل.
عدد الردود 0
بواسطة:
الكاتب احمد المالح
التعليم اولا ..................