إسراء عبد الفتاح

بلا إدارة أزمات

الجمعة، 13 نوفمبر 2015 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحت هذا العنوان كتبت مقالًا يوم 28 إبريل 2015، ومن وقتها لا حياة لمن تنادى، وإذا قارنت الأزمات المشار إليها فى هذا المقال بالأزمات الحديثة، وكيفية التعامل معها، سواء كانت أزمة سقوط الطائرة الروسية، وعقد مؤتمر صحفى دون معلومات، ثم أزمة الأمطار التى راح ضحيتها العشرات بسبب الإهمال المتكرر، وتم التصدى للأزمة أولًا بإقالة المحافظ، وعندما أدركوا أن ذلك لا يكفى كانت الأزمة تتكرر، والمحافظات غرقت للمرة الثانية، ثم حاولوا أن يأخذوا الأزمة بمزيد من الجدية، ولم يفلح ذلك للأسف دون تدخل رئيس الجمهورية، وأن تحل الأزمة وفقًا لتوجيهات سيادته كالمعتاد فى الأزمات. ولا أعلم إذا كانت مقولة «أن تأتى متأخرًا خير من ألا تأتى» تصلح فى مثل هذا النوع من الأزمات، حيث- أخيرًا- شعرت الحكومة بأهمية تشكيل لجنة للطوارئ والأزمات برئاسة أمين عام مجلس الوزراء.. أتمنى أن نشعر بوجود هذه اللجنة فى مواجهة أى أزمات قديمة، ونتجنب أكبر نسبة ممكنة من الخسائر تحت إدارة هذه اللجنة الجديدة التى طال انتظارها.

وإليكم فقرات من مقالى السابق صالحة لهذا الوقت، خاصة أننا بالفعل غرقنا مع حبة مطر حتى لو كانت أكثر قليلًا من المعتاد..

«نحن بلد وشعب بلا ثقافة إدارة الإزمات، وبالعامية «إحنا بلد بتغرق فى شبر ميه؟!».. سؤال محتاج لإجابة، لماذا لم نشكل إدارة للأزمات؟، خصوصًا فى هذه الفترة الحرجة التى تمر بها البلاد، وتكون معنية بتوجيه الشعب بكيفية التعامل مع الأزمة، ولا تتركه لفَتْى الخبراء الاستراتيجيين، سواء على شاشات الإعلام التقليدى، أو على شاشات مواقع التواصل الاجتماعى. وقد شهدنا هذا الفَتْى والحيرة والعبث من كل الأطراف بعد مشكلة الفوسفات الذى غرق فى النيل، فالمحصلة أنه ليس هناك جهة معنية ينتظر الشعب بيانها الرسمى للتعامل مع الأزمة، ففقدنا الحقيقة، وضاعت المصداقية، والعبث سيد الموقف. ومن قبل الفوسفات فى النيل كانت أزمة انقطاع البث عن شاشات الفضائيات، وأعتقد أنها المرة الأولى التى أرى فيها ذلك فى حياتى، ثم نستيقظ من النوم لنتصفح مواقع التواصل الاجتماعى، فنقرأ «بوست» للدكتور عصام حجى يقول فيه «ضياع القمر الصناعى لثانى مرة نتيجة طبيعية لاستمرار مسلسل تهميش الخبرات العلمية بالداخل والخارج».

هناك كتاب اسمه «كافة المخاطر» كتبه جيرى سيكيتش لخص به أهمية إدارة الأزمات، فكتب: «لا تختبر أى إدارة اختبارًا جيدًا إلا فى مواقف الأزمات». وأعتقد أن الإدارة الحالية فشلت فشلًا مزريًا فى إدارة الأزمات الأخيرة، وأضاف أيضًا: «إن أزمة إدارتنا هو عدم تبنى إدارة الأزمات وتفعيلها كأحد الحلول الجذرية والمهمة فى العالم العربى والإسلامى إلا ما ندر»، وفى اليابان هناك نظام يدعى نظام كانبان KANPAN اليابانى لإدارة الأزمات عبر عنه «جبر»، أحد الكتاب، بقوله: «إن المفهوم الجوهرى لنظام كانبان يقوم على أساس محاكاة الأزمة Stimulate the crisis وخلقها لكى يبقى الإداريون والعمّال دائمًا فى حالة التأهب جاهزين لعمل ما بوسعهم، سواء أكانت هناك أزمة حقيقية أم لا، أى أنهم مستعدون على قدم وساق، ومفعمون بالنشاط والحيوية لمواجهة الاحتمالات غير المرغوبة، وطبعًا بيننا وبين اليابان سنين وقرون ضوئية، متى نشعر أننا لا نغرق فى شبر ميه؟، متى سنتعلم كيف ندير الأزمات؟، متى ستكون لدينا إدارة ناجحة للأزمات؟، هل هذه أسئلة مشروعة ننتظر إجابة عنها أم سيكون التجاهل من نصيبها كأسئلة كثيرة آخرى؟!.. «تم».

وحسب كلام رئيس الوزراء بالفعل، فقد شكلت لجنة للأزمات والطوارئ والحمد لله، وننتظر دورها وتفعيلها على أرض الواقع.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة