لا يمكن أن يفاجأ الجميع فى جمهورية الأهلى بأن رئيس المجلس فجأة أصبح لا يصلح، بينما كان كل الأعضاء، وقبلهم نائبه أحمد سعيد، يؤكدون أن المسيرة فى طريقها لإكمال ما اتفق عليه.
لم يكن خارج السياق إلا طاهر الشيخ الذى أبدى انزعاجه غير مرة من إبعاده عن الكرة الحمراء، كما رفض كثيرًا انفراد الرئيس بالسلطات الكروية!
لكن شيئًا ما حدث، قبل اجتماع ليلة 8 نوفمبر الذى شهد انقلاب نائب الرئيس، وإحراجه لمحمود طاهر الذى لم يكن يعى أبدًا حجم ما يحاك من جماعة 8 نوفمبر بحسب ما يطلقه أصدقاء طاهر على النائب، ومن معه من الأعضاء.
لم ينتبه طاهر إلى أن طلب تأجيل انعقاد المجلس لمدة 24 ساعة لم يكن مجرد طلب عادى، بل كان الهدف منه الإعداد لهجمة حادة على الرئيس، واستبدال قيادته، بل وخنق ما كان يعده من قائمة يتصدرها صديق له، رجل أعمال أهلاوى، لإنهاء بعض المصاعب المالية لتطوير قطاع الكرة، ويذهب هؤلاء إلى أن معركة جديدة ربما تظهر على مساعدات من رجال أعمال حمر، حتى يمكن أن تستكمل ضربة النائب ومن معه لمحمود طاهر.
طاهر الشيخ الذى كان سعيه الوحيد نحو استعادة وجوده فى حقل الكرة الحمراء، لم يلتفت إلى حسابات نائب الرئيس، لهذا لم يكن مستعدًا لستجيل ضمن «كوتة» كاملة تواجه محمود طاهر.
أما باقى الأعضاء، ولأن محمود طاهر لم يعد يملك الوقت للقاء أغلبهم، بمن فيهم الشباب، فكان العمل يوكل للنائب الذى فرغ كل طلبات الأعضاء أمامه، وقام خلال الأيام التى سبقت الاجتماع بإرضاء 90% منهم، سواء بإدراج أسمائهم أمام مسؤوليات فى قطاعات النادى، والبعثات والألعاب، أو حتى بعض ما يمكن تقديمه على مستوى المساعدات فى العمل الخاص.
محمود طاهر الذى لم يتوقع كما يقول المقربون منه هذا التكتل ضده، تعامل بنبل، بل أخفى كثيرًا عن كل من يعرفهم أن نجله يمر بظروف صحية دقيقة، وأنه لهذا السبب انشغل عن الأعضاء- زملاء المجلس- لحاجته للسفر إلى لندن أكثر من مرة، لكن هذا لم يمنعهم من الاقتراب، وبدء السيطرة على كرسى الرئاسة!
ما يدور الآن فى النادى.. أن الجبهة التى ترفض قيادة طاهر «النبيلة»، أو أنه يرضخ دائمًا لأصدقائه، تستعد بقوة لطرح الجزء الثانى من خطة إجلاء مجلس طاهر، وبالتالى كانت استمارة تمرد.. وأعقبها أيضًا ظهور خطاب الفرصة الأخيرة، تحضيرًا واستعدادًا لما يمكن أن يتم طرحه خلال الجمعية العمومية للنادى فى مارس 2016!
مصادرنا بالنادى تؤكد أن هناك استعدادات لرفض الميزانية كاملة حتى وإن كانت بها مقررات مالية، أرقامها بالملايين، وسيطرحون كل الخطايا، وستشهد الفترة المقبلة وضع الضوء على صفقة «صلة» السعودية، بعدما ظهرت جبهة رفض كبرى داخل النادى للتعاقد على ملابس من تركيا التى تشكل كل مواقفها عداء لمصر!
يحدث هذا بالطبع فى الوقت الذى يسعى فيه أنصار محمود طاهر إلى إلقاء الضوء على ما قدمه من إنشاءات، والصفقات الكروية العظمى، لكن جماعة «8 نوفمبر» كما يطلق عليها أنصار طاهر الرئيس لن ترضى بالموجود من إنجاز، وستظل تبرز أخطاء محمود طاهر.
بحسب مصادرنا.. هناك طرح جديد يتجه أصحابه نحو حكماء النادى للبدء فى إعداد ملف الجمعية العمومية فى مارس، لتكون هى كلمة السر فى خلع مجلس طاهر، برفض الميزانية.. لهذا يطرح بقوة اسم محمود الخطيب لقيادة مجلس يحكم الأهلى، ويعيد للنادى بريقه كما يشاع!
لكن محمود الخطيب نجم الشارع الأهلاوى سيظل رافضًا ما يدور، بل أعلن غير مرة أن الأهلى يحتاج للهدوء والتوحد، وأنه غير مستعد لسماع أى جمل عما يحدث.
ما يقوله الخطيب أكده لكاتب هذه السطور خلال عزاء صديق مشترك، حين رد على سؤالى بأن جبهة الحكماء ربما تتحرك، وتطلب قيادتك لجبهة إنقاذ خشية اشتعال الأحداث داخل الأهلى.
كان رد الخطيب واضحًا وحازمًا.. فقال: لا تسألنى عما يدور، فالمجلس يجب أن يعمل بعيدًا عن الضغوط، حتى يكمل خططه، أما عن وجودى فلا تسألنى أساسًا هذا السؤال، لا أحتاج أن أرفض، مشيرًا أيضًا إلى تصوره أن لجنة الحكماء لن تندرج إلى هذا أبدًا لينقل حديثنا المشترك نحو تمنياته بأن تصبح الكرة المصرية محترفة.
الآن الصورة غير مكتملة، بل شهدت تمزقًا واضحًا منذ 8 نوفمبر.. وتحتاج لمن يجمع الصورة.. بينما هناك تأكيدات بأن الانقلاب قادم فى مارس، وأن النائب انقلب على الرئيس.. بينما يرى آخرون أن طاهر سيعود لقيادة المجلس الأحمر، بحسب ما أكده محمد عبدالوهاب، عضو الأهلى المخضرم، وآخرون.. ربما تشهد الأيام المقبلة جديدًا ينتظره الجميع من لندن حيث يقيم طاهر.
عصام شلتوت
جماعة «8 نوفمبر».. تسعى لإسقاط طاهر.. ورفض الميزانية فى مارس
الجمعة، 13 نوفمبر 2015 06:00 م