فى الوقت الذى تواجه البلاد فيه حصارا اقتصاديا معلنا من بعض الدول الغربية الكبرى فى محاولة لتركيعها، وفى الوقت الذى نطالب الدولة بحلول غير تقليدية لكسر هذا الحصار، بالتوجه إلى أسواق بديلة أو بالسعى إلى تسيير رحلات طيران مصرية لنقل السياح الراغبين فى زيارة مصر، توقعت أن يبادر مجموعة من رجال الأعمال إلى إنشاء شركة أو تحالف يستطيع توفير خط طيران شارتر من مصر إلى موسكو وسان بطرسبرج وغيرهما من مراكز السياحة الروسية، لكسر الحصار المفروض على البلد من ناحية وتحقيق أرباح كبيرة من ناحية أخرى وامتلاك زمام المبادرة فى صناعة رئيسية بالنسبة للدولة من ناحية ثالثة.
تحالف الطيران أو الشركة الحلم لن تتجاوز المليار جنيه، وكل زيادة فى رأس مالها تعنى أنها ولدت كبيرة وتستطيع تحقيق أرباح أكبر لملاكها والمساهمين بها، واسألوا الوزير هشام زعزوع عن حلمه بإنشاء مثل هذه الشركة منذ سنوات، بل إنه شرع بالفعل فى دراسة الخطوة برأسمال لا يتجاوز نصف مليار جنيه أيام حكومة المهندس إبراهيم محلب، والدراسات الخاصة بالشركة وما يمكن أن تحققه لصناعة السياحة وللمساهمين فيها موجودة لدى هشام زعزوع لمن يريد الاطلاع عليها.
مثل هذه الشركة أو تحالف طيران الشارتر، سيحررنا أيضا من سطوة التجار الأتراك الذين يشترون الموسم السياحى عندنا بتراب الفلوس، ثم يسوقونه بمعرفتهم ليحققوا النسبة الأكبر من الأرباح، فضلا عن تحكمهم فى صناعة السياحة المصرية وأهم المناطق السياحية، وتوظيفهم السياسى للأمر، كما حدث مؤخرا فى شرم الشيخ.
متى يفكر رجال الأعمال إذن بطريقة احترافية تحقق لهم الأرباح وتخدم مصالح البلد فى الوقت نفسه؟ متى يتوقفون عن الشغل السهل الذى يحقق ربحا ألفا فى المائة بالعمولات من تحت الترابيزة أو وضع الأيدى على أصول الدولة بملاليم لبيعها بالملايين؟ نحتاج جميعا إلى وقفة تعبوية نعيد فيها ترتيب أوراقنا وأولوياتنا والشغل على نضافة بالتنسيق الكامل بين جناحى الاقتصاد الوطنى، القطاع العام وقطاع الأعمال من ناحية والقطاع الخاص من ناحية ثانية، فمتى يتحقق ذلك؟
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة