إذا كان محمود طاهر قرر الاختفاء عن مجلسه، ففى نفس الوقت لم يترك الأمور خارج نطاق السيطرة، طاهر يتواصل مع «مسيرى» الأمور بالنادى.. فالاتصالات لم تنقطع.. لا مع محمود علام المدير التنفيذى للقلعة الحمراء.. ولا مع عبدالعزيز عبدالشافى «زيزو» للاطمئنان على الكرة.. وكل التفاصيل تسير فى الخطوط المنتظمة.. مالياً وإدارياً.. الاتصالات الوحيدة المفقودة فهى مع أعضاء مجلس الإدارة، الذين خرجوا عليه مع نائبه أحمد سعيد، سواء بقرارات رأها أعدت لمواجهته.. أو «كمين» لجنة الكرة.. مستغلين نفاد صبر طاهر الشيخ العضو الكروى الوحيد.. لهذا خدعوك فقالوا الاتصالات على قدم وساق مع محمود طاهر.
رئيس الأهلى لن يعود لجلسات المجلس الأحمر، حتى لو كان هناك نوايا مصالحة، وجلسة تحت مسمى «لم الشمل».. إنما ترك محمود طاهر من يمرر هذه الوصفة وشأنه، ولم يأت برد.
رئيس الأهلى «الصامت» حتى الآن، لن يدخل فى مفاوضات، لأنه ببساطة يعى جيداً أن عودته لقيادة المجلس تعنى العودة فى قرارات كثيرة، لم يصوت عليها بل رفضها.. ولعلها كانت وراء إطلاقه صيحة الاعتذار عن الاستمرار، فيما سمى بـ«استقالة محمود طاهر» المكتومة.. التى كان قد خط جزءا منها فى أوراقه فى جلسة الاثنين 8 نوفمبر، لمواجهة حدة الانقلاب عليه!
محمود طاهر الذى يعى تماماً أن المجلس الحالى لا يمكن أن يستمر بدونه، فى حالة ما إذا قرر عدم العودة للعمل معهم، فهذه القائمة وتحديداً شخوص بعينها نجحت، عندما ناشد محمود طاهر جمعية الأهلى التغيير.. فأحمد سعيد نفسه نجح، بينما لم يوفق محرم الراغب القطب الأهلاوى الكبير، وكذا د. محمد شوقى الصلحاوى جداً، بالإضافة لإخفاق طارق قنديل أمام كامل زاهر، الذى دعمه طاهر ليخرج بقائمة كاملة حملها على كتفيه، حتى إن هناك من أتوا بـ«ضامن» للتواجد بالقائمة، وهم الآن يطالبون لأول مرة بأن يسمعهم الرئيس، بل ينفذ ما يفكرون فيه، مع توزيع عادل من وجهة نظرهم للملفات بالنادى!
تلك المطالب رفضها محمود طاهر الذى يعى تماماً أن للأهلى «سيستم» يجب أن يستمر مهما كان التغيير، فأعضاء المجلس تشريعيون وتخطيطيون بطبيعة الحال.. لينقل التنفيذ إلى «مناطق» الاحتراف بالنادى، مع حصاد كامل للنتائج من خلال الإدارات يوضع على مائدة المجلس بمعرفة المدير التنفيذى.. وهذا ما لن يتراجع عنه محمود طاهر نهائياً!
الآن.. يعرف رئيس الأهلى الممتنع عن الظهور والكلام.. أن غيابه هو ورقة الضغط الأهم على الأعضاء، خاصة أنه لم يخرج ليعلن طلبات المعارضة التى اكتشفها فجأة ليلة 8 نوفمبر.. ويعلمون جيداً أن هناك ما يمكن أن يطرحه طاهر أمام الرأى العام الأهلاوى.. بل الشارع الرياضى كاملاً، سيكون وقتها هذا الملف خطيراً على أعضاء، سيدفع بهم للمواجهة مع الجمعية، التى لم تفقد الثقة بعد فى محمود طاهر.
رئيس الأهلى الغائب سيترك الأمر فى المجلس كما هو عليه، لأنه يعلم أن اجتماعاً قادماً لن يحدث دون وجوده، خشية المزيد من الفرقة، وهى فى غير صالح الأعضاء.. قائمة الأمس التى تحولت إلى فرقاء اليوم.
سيظل طاهر منتظراً، أن يعود المجلس فى قرارات أهمها إعادة صياغة الإعلام الأحمر، وأيضاً لجنة الكرة، التى زعموا كثيراً أنه قال فى الجلسة: سأعرضها على الخطيب؟!
محمود طاهر يعرف جيداً أن لجنة الكرة تبقى مجرد كيان لتصريف الشأن الكروى، وكم ألغيت حتى فى وجود صالح سليم- رحمه الله- حين كان طاهر أبوزيد نجم النجوم عضواً من خارج قائمة الماسيترو بمجلس الإدارة، ولم يشأ صالح أن يصبح هناك خلاف عقائدى بسبب إبداء الرأى الكروى!
أما الخطيب، فالمؤكد أن المسألة بالنسبة له لا تعنى شيئاً، لأنه يعرف أن تلك الفترة هى آوان مجلس محمود طاهر، ولجنة الكرة ليست عملاً احترافياً يمكن عرضه عليه من ناحية، ومن ناحية أخرى لن يزج بنفسه فى معركة لا يعرف عنها شيئاً، لهذا يمكن القول: خدعوك فقالوا محمود طاهر يسعى لإقناع الخطيب بلجنة الكرة؟!
يبقى أن أقاويل عديدة تتردد أصبحت للاستهلاك الإعلامى، والظهور فى الصورة، لكن تبقى حقيقة الأمر.. أن المجلس مهتز للغاية.. لأنهم فى الأهلى تعودوا أن الرئيس هو عنوان المجلس.. وسيظل طاهر على ضغطه والبقاء بعيداً، لحين عرض المجلس مشروع العودة، وأهم نصوصه العودة لحدود 8 نوفمبر.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة