فى رشاقة وعمق فكرى ربط اللواء أحمد عبدالحليم بين مشكلة الفوضى الإعلامية، وسقوط الطائرة الروسية، حيث إن قضية الطائرة الروسية تمثل النوع الرابع من الحروب التى تمارس ضد مصر، والفوضى الإعلامية تخدم بطريقة غير مباشرة على هذا النوع من الحروب، لما تؤديه من بلبلة وافتقاد للرؤية.. جاء ذلك فى ندوة بعنوان: «بالأمل والعمل نتخطى الصعاب» فى مركز الطود بالأقصر، الخميس الماضى، نظمتها جمعية «أنا المصرى»، وحاضر فيها اللواء أحمد عبدالحليم، المحلل السياسى، ود. داليا صبرى، أستاذة تنظيم المجتمع، والعميد أيمن مدنى، رئيس مدينة الطود، وجمال يوسف، الناشط الاجتماعى ورئيس الجمعية. وأكد اللواء أحمد عبدالحليم كيف أن سقوط الطائرة استغلته الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا من أجل محاولة تدمير الدولة من الداخل، وربط بين وجود التنظيم الدولى للإخوان فى بريطانيا وبين الموقف البريطانى، ورأى أن مصر وقواتها المسلحة هما الحاجز المانع لتمرير خطط الولايات المتحدة والغرب لإعادة تقسيم المنطقة بعد أن فشلت مخططات «الفوضى الخلاقة».
وحلل أحمد عبدالحليم الموقف الروسى، وكيف مارست الولايات المتحدة الضغوط على بوتين، الأمر الذى يفسر التصريحات الروسية الخاصة بسحب السائحين، ومنع الطيران المصرى من الوصول للمطارات الروسية، وأشار إلى تعويض روسيا لذلك بالصفقات العسكرية الأخيرة، ونوه بالتطور الاستراتيجى للعلاقات المصرية الروسية مؤخرًا، وكيف أقلق ذلك الغرب، وعاد إلى عهد محمد على ثم ناصر وصولًا للسيسى، وكيف يستهدف الغرب مصر وقواتها المسلحة حتى يمكن للمشروعات الغربية المرور للمنطقة.. الأمر الذى ما كان يتحقق فى مصر القوية، صاحبة الجيش القوى، لذلك أديرت لنا حروب 56 و67، والآن يحاولون تكرار نفس المشهد عبر حروب النوع الرابع، وأكد اللواء أحمد عبدالحليم أن مصر ستنتصر أيضًا فى هذه الحرب كما انتصرت من قبل.
وفسر عبدالحليم التناقض فى الموقف الروسى بكون الشركات المتعدية الجنسيات الروسية، واليمين الروسى لا يريد أن يخسر مصالحة مع الغرب الأمريكى، ولا يريد أن يفقد علاقاته مع بعض الدول الخليجية.
من جهتها توقفت د. داليا صبرى أمام أهمية تفنيد الشائعات والأكاذيب التى يروجها الإعلام الغربى والإخوانى، وضرورة تقوية الجبهة الداخلية، والحوار مع الشباب من أجل مستقبل الوطن. وأضافت أن بعض قطاعات الإعلام المرئى تسهم بشكل غير مباشر فى «البلبلة» التى لا تخدم سوى مخططات الفوضى الخلاقة. ومن جهته تحدث العميد أيمن مدنى عن ضرورة تكاتف كل القوى الوطنية حول الرئيس والدولة، أما جمال يوسف فقد أشار إلى دور مؤسسات المجتمع المدنى فى التصدى للنوع الرابع من الحروب، والمشاركة فى إعادة بناء الدولة، وترشيد المجتمع عبر تمكين الشباب من العمل العام، والمشاركة فى صنع القرار حتى نعود بحلف 30 يونيو إلى ما كان عليه عند قيام الثورة.
طرح المشاركين العديد من الأسئلة حول دور النساء فى المرحلة المقبلة، وتنمية الصعيد المنسى، والشائعات التى تخدم أعداء الوطن، وكيفية التصدى لها، ودور الإعلام وضرورة التمييز بين البرامج، والانتخابات النيابية، وتنشيط السياحة، والديمقراطية، وأزمة الإعلام، وعلى مدى ساعتين امتد الحوار بين المتحدثين والمشاركين، وازداد الحوار سخونة حينما طرح الشباب رؤيتهم حول أهمية عدم تهميشهم، وانتهى اللقاء بأهمية المصالحة بين قطاعات الشباب وصناع القرار من أجل مستقبل مشرق للوطن.