دينا الأجهورى تكتب: عبدالمنعم إبراهيم رحل وأخذ معه "سر طاقية الإخفاء"

ضحكته المميزة ونبرة صوته المليئة بالتفاؤل وقدرته على تجسيد أى شخصية ببراعة بل ويضيف إليها أيضا، "الأستاذ حكم" مدرس اللغة العربية فى فيلم "السفيرة عزيزة" و"ناظر المدرسة" فى فيلم "عيال عيال" و"حسان الغفير" فى "الزوجة الثانية" و"محروس" فى فيلم "إشاعة حب"، وغيرها من الشخصيات التى عندما نسمع عنها نتذكر الراحل القدير عبد المنعم إبراهيم الذى تمر اليوم ذكرى رحيله الـ28، ويعد دور "عصفور" فى فيلم "سر طاقية الإخفاء" أشهر ما قدم عبد المنعم إبراهيم فى مشواره الفنى.

عبد المنعم إبراهيم ليس كوميديان عاديا ولكنه نجح فى أن يكون لنفسه مدرسة خاصة فى الكوميديا ورغم أنه عرف بالأدوار الثنائية إلا أن كل دور قام به ترك علامة فى تاريخ السينما المصرية، وهناك بعض الجمل التى قالها عبد المنعم إبراهيم فى أعماله مازال الجيل الحالى يرددها ومنها المشهد الشهير فى فيلم "إشاعة حب" عندما كان يقلد صوت الجميلة هند رستم فى التليفون وقال "كده بردوا يا سونه يا قاسى، أحبك أعبدك، أموت فى هواك".

عبد المنعم إبراهيم أو "شارلى شابلن" العرب كما كان يطلق عليه، عاش حياة مليئة بالظروف الصعبة، فرغم الضحكة التى كانت لا تترك وجهه إلا أنه كان يخفى وراءها ألم الفراق حيث فقد والدته فى بداية مشواره الفنى ولكنه سرعان ما عاد لحياته وواصل مشواره إلا أن القدر لم يتركه وتوفيت شقيقته بعدها بفترة قصيرة، وعندما عاد ليقف على أرجله من جديد وبدأت الأدوار تتهافت عليه وأثناء تصوير أحد أعماله تلقى خبر مرض زوجته التى لم تصمد كثيرا ورحلت.

عبد المنعم إبراهيم ولد فى ٢٤ أكتوبر ١٩٢٤ ببنى سويف وتعود جذوره إلى بلدة ميت بدر حلاوة بالغربية، وحصل على دبلوم الصنايع والتحق بمعهد الفنون المسرحية، تخرج فى ١٩٤٩ وانضم لفرقة المسرح الحديث ثم لمسرح الدولة ثم لفرقه إسماعيل يس وكان قد اتجه فى بداياته للإذاعة وكان من نجوم الكوميديا الكبار الذين انطلقوا من البرنامج الإذاعى الشهير «ساعة لقلبك».

وعمل فى التليفزيون وتألق فى العديد من المسلسلات التليفزيونية منها «زينب والعرش» و«أولاد آدم»، وكان «إبراهيم» يجيد اللغة العربية، وتشهد على ذلك أدواره التى أداها فى المسرح القومى، ومنها «حلاق بغداد»، و«معروف الإسكافى»، وقد توفى «زى النهاردة» فى ١٧ نوفمبر عام ١٩٨٧.