الطريق إلى منهج ينقذ الدولة من الغضب
ويل لك من مستصغر الشرر..
يبدو الخطأ الصغير صغيرًا، وتافهًا، ولا يمثل خطرًا حتى تنضم إليه خطيئة أخرى، وهفوة ثالثة، وسهوة رابعة، وسقطة خامسة، وهكذا كما المغناطيس يشد الخطأ أخاه، حتى تتكون كتلة يصعب السيطرة عليها، وتتحول إلى وحش شره يأكل كل إنجاز لك، وتختفى فى معدته كل محاولاتك للإصلاح.
نقول ذلك لأن بعضهم يرى أخطاء وتصريحات بعض الوزراء والمحافظين أمرًا صغيرًا ستحله الأيام بسرعة، ونفس هؤلاء البعض يرون أن تذمر الناس فى الشوارع من أداء الحكومة الهزيل، أو الخطة التى أعلنها وزير السياحة هشام زعزوع لدعم السياحة باللقاءات التليفزيونية فقط مسألة لا تستدعى الفزع.
نفس هؤلاء البعض يرون أيضًا أن تكرار حوادث قتل المرضى بالإهمال فى المستشفيات، أو فشل وزير الأوقاف مختار جمعة فى ملف تجديد الخطاب الدينى، وإطلاق تصريحات غير مدروسة اتهم فيها فرنسا، الدولة الصديقة، بأن تفجيرات باريس حصاد لدعم فرنسا لـ«داعش»، أمور لا ترتقى لمسألة الخطأ المسبب للغضب.
هؤلاء الذين يبتغون من وراء تسفيههم للأمور، وتبسيط ما يحدث من أخطاء رضا السلطة، أو يظنون أنهم يحفظون بذلك الاستقرار، وجب أن يسمعوا عما يسمى «snowball effect» أو تأثير كرة الثلجة، المصطلح الذى يشير إلى العملية التى تبدأ من حدث صغير، يبنى نفسه بنفسه، ويتحول بمرور الوقت وتكرار الأخطاء إلى كرة أكبر وأكثر خطورة، مثله مثل كرة الثلج التى تتدحرج صغيرة من فوق قمة الجبل، وكلما طال تدحرجها التقطت المزيد من الثلوج، ليزيد حجمها حتى تهوى بقوة فوق رؤوس من ظنوا أنها مع النظرة الأولى مجرد كتلة ثلجية صغيرة على قمة الجبل لن تؤثر، ولن تتضخم بهذه السرعة.
من حق الدولة بكل مشتملاتها، سواء كانت رئاسية أو وزارية أن تخطئ، ولكن ليس من حقها أن تصمت عن التوضيح، أو حساب المقصر، أو تقديم الإعتذار.
لا حياة كاملة الصواب، كل الأخطاء متوقع حدوثها، حدثت وتحدث وستحدث، المهم كيف تتعامل الدولة معها، بالاعتذار والدراسة لعدم تكرارها، أم على طريقة «غلطة سعادتك بتزق الدولة للأمام يافندم»، رئيس الدولة الحالى يبدو من تصريحاته مخالفًا لهذا المبدأ، مبدأ التغطية على الأخطاء، والاعتماد على النسيان فى مداواة آثارها، هو تحدث أكثر من مرة عن ضرورة حساب المقصر، وحتمية التعلم من الماضى، ويبدو فى تأكيده الدائم أن الشعب المصرى قادر على إشعال ثورة أخرى لتغيير الحاكم استيعابه الجيد لمنطق التعلم من الأخطاء لمنع تكرارها، ليبقى السؤال الآن: متى تتحول الكلمات إلى منهج؟!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة