تستاهل طيارة، لأ، طيارة كتيرة عليك
الموت فى الطيران فى مصر ليس جديدا، ولكنه فى الغالب ميزة لا تتوفر إلا للأجانب أو لأصحاب الحظوة ممن يطيرون فى العالى، وما نوصلهم يا غالى.
أما أنا وأنت فلدينا الكثير من «الأوبشنز» للموت، حتى لتخال الدولة بنفسها تتواضع، وتسألك: تحب تموت فين؟
السؤال فى مستوى المواطن المتوسط، والطالب المتوسط فى مصر سيسأل المذيعة: طب معلش يعنى حضرتك مفيش اختيارات؟!
ستبتسم المذيعة ابتسامتها البلهاء، وتقدم لك الكثير جدا من الاختيارات لتختار ميتتك من بينها، وكما تعلم «كل نفس ذائقة الموت».
هل تحب أن تموت ميتة عشوائية فى الشارع أثناء مشاجرة مع مواطن زميل على ركنة، أو على أولوية المرور، لتكتشف فجأة وأنت فى العالم الآخر أن هذا المواطن ضابط مجنون أخرج سلاحه وأفرغه فى قلبك مباشرة؟
هل تحب أن تموت ميتة شاعرية فى الأمطار، إما غرقا داخل سيارتك، أو صعقا بسبب الكابل العارى، أو صدمة بسبب غرق شقتك الفقيرة بأجهزتها الكهربائية التى «باشت فى المياه».
هل تحب أن تموت ميتة سريعة على الدائرى؟ هل تحبها بحفرة من الحفر الشهيرة؟ أم بمقطورة سائقها مبرشم؟ أم بوحدة من وحدات السور على الشمال موضوعة بالعرض؟
هل تحب أن تموت موتة معقمة داخل مستشفى؟ هل تفضل أن تكون بسبب عدم قدرتك على دفع التكاليف؟ أم بسبب دكتور حمار؟ أم بسبب سرقة أعضائك؟ أم بسبب العدوى حتى لو كنت «طبيبا»؟
هل تحب أن تموت ميتة هادئة وأنت نائم على سريرك؟ بانهيار عمارتك فوقك، لأن صاحبها فاسد، ومهندس الحى فاسد، ورئيس الحى فاسد، والمحافظ فاسد؟
هل تحب أن تموت ميتة أمنية؟ داخل قسم شرطة ضحية للتعذيب، هل تفضلها بالمشنقة؟ أم بالكهرباء؟ أم بعصاية المقشة؟
هل تحب أن تموت ميتة مسممة؟ فى أى مطعم تتخيله، يكفى أن تأكل ثم إلى المستشفى مباشرة، إلا من رحم ربه.
هل تحب أن تموت ميتة مسرطنة؟.. بالخضر؟ أم بالفاكهة؟ أم باللحوم؟ أم بالأشعة؟ أم بالأجهزة؟ أم بالوراثة؟
هل تحب أن تموت ميتة تستحق أن تدرّس؟ داخل مدرستك لو كنت طالبا.. بانهيار سور من مبنى فوقك؟ أم على يد مدرس سفاح؟
هل تحب أن تموت ميتة تليفزيونية؟ أمام برنامج توك شو رخيص؟ أم مسلسل فصيل؟ أو فيلم هابط؟
الاختيارات أكثر من هذا بكثير، ولكن سنتوقف هنا نظرا لوقت البرنامج.. والبقاء لله.
الله يرحمنا ويرحمك.