أكرم القصاص

طرابيك وسارة والإعلام

الجمعة، 20 نوفمبر 2015 07:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
للإثارة 3 أطراف مصدر ومذيع وجمهور
طالما نتكلم عن الفضائح ونشر الغسيل، والاتهامات الموجهة للإعلام المقروء والمرئى والمشموم، بأنه يسعى للإثارة، ويركز على الفضائح، ويعتدى على الخصوصيات قبل العموميات. وهى اتهامات بعضها صحيح، لكن أيضا لا يمكن إنكار الدور الذى يلعبه بعض من يشتكون من الإعلام، فى تقديم الأدلة والقرائن على أنهم يسعون بأرجلهم وأيديهم وفضائحهم وخصوصياتهم إلى الإعلام، أو أن البعض يريد الإعلام عندما يريد فضح أشخاص آخرين، بينما يتهمه عندما يتعلق الأمر بشخصه.

ويبدو بالفعل أن قضية الفنان الكبير الراحل سعيد طرابيك، تأبى أن تنصرف زوجة الرجل سارة، على استكمال مسلسل نشر غسيل العائلة يوميا فى الفضائيات والصحافة. الفنانة سارة الزوجة الأخيرة للفنان سعيد، أصبحت ضيفة يومية على الفضائيات. تقدم دورها بلا ملل ولا تراجع ولا استسلام، وقبل أن ينتهى عزاء الفنان الراحل تحول السرادق نفسه إلى ساحة معركة كبرى حول الميراث علنا وأمام الكاميرات. ولم يكن الإعلام هو الذى اخترع هذه «العركة» النسائية، لكنه كان حاضرا والتقط المشاجرة.

لكن طبعا بعض البرامج لا تكتفى بمتابعة الحدث، لكنها تواصل النفخ وبعضها يجد فى «الحبة» قبة تحتاج للمزيد من الزيت والنار، حتى يتفرج المتفرجون على الغسيل المنشور من كل الزوايا. الإعلام هنا متهم، لكن لا يمكن أن يكون أنه مسؤول عن معارك وردح واتهامات بالسرقة وصراعات الميراث بين سارة الزوجة الجديدة والزوجات السابقات أو الأبناء وحقهم فى الميراث سارة فقالت إن المرحوم كتب لها أملاكه قبل الوفاة وأهله أو أسرته القديمة وابنه قالوا إن ابنه الوريث الوحيد وما كان الإعلام يعرف الغسيل لولا أن نشرته أسرته عموما وزوجته سارة على وجه الخصوص.

سارة يوم وفاة الفنان بكت واتهمت الإعلام بقتله وقت الدفن، لكنها فى المساء تحدثت فى أدق التفاصيل مع وائل الإبراشى. ولم يبد أى غضب من أسئلة الزميل وائل الإبراشى. المهم أن الحلقة عرضت، وتفرج من تفرج، وانتقد من انتقد. وفى العزاء وقعت مشاحنات بين الزوجة الجديدة وطليقة الفنان، وخرج ابن عمه ليشير إلى عدم رضا العائلة عن الزيجة، ولمحت شقيقته إلى أنه ابتعد عن الأسرة بعد الزواج، بينما أكدوا أن ابنه الوريث الوحيد، كانت زوجته سارة أعلنت أنه باع لها كل ما يملكه. وبدا أن معركة الميراث بدأت مبكرا.

وفى اليوم التالى للعزاء ظهرت سارة مع الإبراشى ولمحت إلى أن طليقته حصلت على أمواله بالتحايل. وأنه مرض بسبب صدمته وحزنه من ابنه. وبدأت فى سرد تفاصيل كثيرة. وبدت رغبة منها فى كسب رأى عام.

وطبعا وائل وجدها فرصة للاستفادة وإمتاع المشاهدين ومضاعفة الجرعات وهو يجد أمامه فرصة، ثم أن المشاهدين أيضا شركاء فى القضية، ومع أننا نجد من يستنكر أو يغضب لكن هناك متفرجين لا يختلفون عن المذيع والمصدر، بما يعنى أن الفضائحية والإثارة والجدل هى عملية مشتركة بين أطراف عدة، الأرملة تريد فرض وجهة نظرها وجمع تعاطف وطليقته تريد الدفاع، لكن البرامج تريد الأشهر وتركز على سارة، والمشاهدون بعضهم متعطش للنميمة.

وربما تكون مداخلة الفنان سناء شافع معبرة عن أساس الأزمة، فقد عاتب الإعلام وعاتب سارة، وطالبها بأن تتوقف عن إثارة سيرة الفنان الراحل بهذه الصورة، وقال إنه يعرف طرابيك منذ أيام المدرسة ومعهد الفنون المسرحية، ويعرف عائلته ورفض تناول وسائل الإعلام له بهذا الشكل وقال «من يوم حكايته هو وسارة وأنا قلبى موجوع».. وبدا الفنان حزينا أن أحدا لا يتحدث لا عن الراحل وفنه، بينما يتم نشر غسيل غير مرغوب فيه. وحتى الزوجة تمثل وتتجاهل التمثيل.

طبعا الزميل وائل أيد كلام الفنان شافع عن ضرورة الابتعاد عن الإثارة، ولم يهتم طبعا بمن يقولون إنه ترك كل المسائل المهمة، وأنه يريد المشاهدين بأى طريقة. والحقيقة أن نشر الغسيل له ثلاثة أطراف. الشخص، والمذيع ومعديه، ثم الجمهور. وكله بيتفرج.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة