ويحكى أنه من عجائب الزمن أن التطاول والتبجح وانعدام المنطق بات واضحاً متجسداً فى بعض الأشخاص الذين لا يشعرون يوماً بأى غضاضة فى كونهم نماذج حية لتلك الصفات !
فقد أصدر الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية والإخوانى المتأصل الذى تنكر فى زى المدنى المنشق عن جماعة الإخوان فى أحد اللقاءات التليفزيونية على أحد القنوات الأجنبية التى تبث إرسالها باللغة العربية تصريحاً عجيباً لا أدرى من أين أتت له الجرأة لإصداره !
فقد طالب المدعو بانتخابات رئاسية مبكرة أو الفوضى!!
مدعياً أن البلاد تُدار بطريقة عصر مبارك وأن الدولة. لا تحتمل الآن مظاهرات من جديد !
أى نعم فهى صبغة واحدة تصبغ أفراد الجماعة بحيث تجدهم جميعاً شركاء فى اللزاجة والكذب وقلب الحقائق وكأنهم متفقون فيما بينهم أو متدربون وفق قوانين الجماعة الداخلية على أنه كل شىء مباح من أجل تحقيق الهدف وكذلك كل شئ مستباح، بداية من الكذب حتى القتل !!
يا عزيزى الإخوانى الحائر الذى يحاول أن يمسك بمنتصف العصاية لعله ينجو بنفسه ويجد لها مكاناً بين المصريين، لكن الحنين الداخلى للجماعة الأم والإنحياز التلقائى لمنهجها قد أسقط العصاية من يد السيد المحترم منذ سنوات ولن يستطيع أن يعيد الكرة ويمسك بها ثانية خاصة بعد أن سقط القناع.
من أنت وما هو ظهيرك الشعبى حتى تتحدث نيابة عن شعب مصر؟
من أذن لك بتخطى حدود حزبك بمن فيه من عشرات أو حتى مئات الأعضاء لتتطاول وتتخطى حدودك التى وضعها لك ولجماعتك شعب مصر وليس النظام؟
شعب مصر كله باستثناء من هم على منهجك يقف وقفة رجل واحد خلف قيادته التى أطاحت برفقائك من الخونة وتجار الدين والدم وبائعى الأرض والعرض.
وما هى الفوضى التى تتحدث عنها ومن سيتولى تنفيذها؟ هل تستعين بشعبٍ آخر من خارج البلاد ليقوم بثورة على النظام؟ أم أنك تستقوى بدعم خارجى أو ربما هناك تعليمات من التنظيم لإصدار هذه التصريحات فى هذا التوقيت منتهزين فرصة بعض التعثرات التى مرت بها البلاد فى حادث الطائرة الروسية؟
لكننى أُبشرك بأن الأزمات التى تتعرض لها مصر ما هى إلا توابع السنة المشؤومة التى قضتها جماعتك فى الحكم! وما تتعرض له مصر من اضطهاد وتحفز دولى ما هو إلا غيظ شديد من فشل الخطة الدولية التى كانت موكلة إلى جماعة الإخوان لتنفيذها فى مصر مثلما نجحوا فى بلدان عربية مجاورة ! لكن ما لا تعرفه أنت وجماعتك ورعاتها من الدول الخارجية أن مصر ليست كغيرها وأن شعبها ليس كغيره من شعوب الأرض.
كل شىء بعد التخلص من حكم الإخوان هين على المصريين، فكم من محنة مر بها المصريون الصابرين المؤمنين الذين تجدهم فى وقت الشدائد فرسان مسلحين دون سلاح، ألم تر كيف يزداد تلاحم المصريين وترابطهم كلما أصابت مصر أية مصيبة؟
نهاية عزيزى رئيس حزب مصر القوية
أدعوك لاختبار دعوتك على أرض الواقع، فلتدعو شعب مصر إلى الثورة على النظام الذى تراه فاشلاً، ولنرى معاً كيف ستحدث الفوضى التى تحلم بها، ولنعد معاً عدد المستجيبين لهذه الدعوة. لنختبر مدى أحقيتك فى التحدث باسم الشعب المصرى.