محمد الدسوقى رشدى

ديكتاتور الأزهر الطماع!

السبت، 21 نوفمبر 2015 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ويل للأوطان التى يجلس على كراسى مناصبها العليا من يقولون ما لا يفعلون، ومن يفعلون ما يثير الشفقة على وصول هذه العقول إلى حيث كراسى المسؤولية.. اكشوفهم قبل أن يتكاثروا. يقول سيدنا على، رضى الله عنه: «من ينصب نفسـه للنـاس إمامـاً، فليبـدأ بتعليـم نفسـه قبل تعليم غيــره».

السيد الدكتور عبدالحى عزب، رئيس جامعة الأزهر، بصفته الأزهرية والتعليمية، قد مر كثيرا على العبارة السابقة، سواء بالقراءة أو الدرس، ولكن مؤكد أنه لم يمر عليها مرور فهم أو إيمان أو رغبة فى التطبيق.

منذ أيام أصدر رئيس جامعة الأزهر قرارا بتعيين زوجته الدكتورة مهجة غالب، عميد كلية الدراسات الإسلامية بنات السابق، مستشارة لرئيس الجامعة لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، القرار يبدو عاديا، نحن أصلا غرقى فى مستنقع فساد، نبت فى طينه شخصيات لا تخجل من استغلال منصبها فى المجاملة.

قرار تعيين رئيس جامعة الأزهر لزوجته مستشارة ليس صادما، فهذا رجل لم يمنحه تواجده فى الأزهر طيلة هذه السنوات إدراك المعنى النبوى لهذه العبارة: «من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه».

المشكلة الكبرى كانت كامنة فى البيان الذى أصدره لتبرير قراره بتعيين زوجته مستشارة له بوصفه رئيس جامعة الأزهر، عبدالحى عزب الذى يشغل منصبا رفيعا ومسؤولا عن عقول عشرات الآلاف من الطلاب لم يسعفه علمه أن يبرر تعيين زوجته فى هذا المنصب بعرض مؤهلاتها التى تجعلها أحق بهذا المنصب على الرأى العام، هو فقط اختار أن يسوق للناس سببا أو عذرا أقبح من ذنب فساده وقال فى البيان الصادر عنه: «الدكتورة مهجة غالب غنية عن أى ألقاب فهى أستاذة العميدة التى تصدت لطالبات الإخوان».

هكذا وبكل بساطة أصبح التصدى للإخوان أو معارضتهم صكا جديدا يمكن أن يستخدمه أى مسؤول فى الترقى وزيادة مساحات النفوذ، ولا أعرف ما الذى يمنع 33 مليون مواطن مصرى تظاهروا ضد الإخوان بصدور عارية فى 30 يونيو من مطالبة رئيس جامعة الأزهر أن يعينهم فى الجامعة بدرجة مستشار.

عبدالحى عزب ومن مثله من وزراء ومسؤولين يكررون فى كل مرة يتعرضون فيها إلى انتقاد، أنهم وقفوا ضد الإخوان، كنموذج حى على الفساد الساذج، لأنهم يعترفون والاعتراف سيد الأدلة كما تعرف أنهم لم يقفوا ضد الإخوان ابتغاء لوجه الله أو الوطن، بل طمعا فى حصد مكاسب لاحقة يرون هم الآن أن وقت قطفها قد حان، ليرسموا لأنفسهم صورة فجة للمسؤولين الطامعين فى الحصول على أجرة مقابل قتالهم الوهمى، تماما كما يفعل المرتزقة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة