يعرف المتخصصون أن تقنية خطف الطائرات تختلف كثيرا عن "تقنية تفجير الطائرات" بطبيعة الاختلاف بين "هدف الخطف"، و"هدف التفجير"، فهدف الخطف هو فى معظم الأحوال هدف سياسى، كالإفراج عن محبوسين مثلا، أما هدف التفجير فهو هدف انتقامى عقابى، وللخطف متخصصون وللتفجير متخصصون مختلفون، والمتخصصون يعرفون أن المخابرات الإنجليزية هى المتخصصة فى تطوير تقنية تفجير الطائرات وتوريدها لكل المنظمات الإرهابية فى سبعينيات القرن الماضى لتحقيق أهدافها وإلصاق التهمة بغيرها.
كان العالم كله لحظة سقوط الطائرة لا يستطيع تحديد هل سقطت الطائرة بفعل تفجير إرهابى، أم بسبب خلل فى الطائرة الروسية القديمة نفسها، كما صرحت بذلك الجهات المسؤولة الروسية نفسها، التى أكدت فى البداية على قدم الطائرة، لكن الإسفين البريطانى، وتبعا لسياسة بريطانيا "العظمى" القديمة فى الشعار القديم "الذى هو صالح لكل زمان" والذى يقول: "فرق تسد"، والمطلوب استعادته بشدة وقوة وإلحاح ليفعل فعله بين مصر وروسيا، خرج الإسفين البريطانى على شكل تصريح بأن الطائرة قد سقطت بفعل تفجير داخل الطائرة الروسية، ولأن الحديد الإسفينى يطرق وهو ساخن، فقد انخرطت الصحافة البريطانية تؤكد الإسفين، فقالت صحيفة "إندبندنت" البريطانية: إن المعلومات التى حصلت عليها الاستخبارات البريطانية كانت من وكالة "طرف ثالث"- على حد تعبيرها- هى التى جعلت بريطانيا تستنتج أن قنبلة هى التى أسقطت الطائرة الروسية المنكوبة فوق سيناء، وأن هذه المعلومات هى محادثات بين "الإرهابين" بعد وقوع الحادث، ونقلت الصحيفة تلك المعلومات، حسب قولها، عن مصادر موثوقة، رافضة الإفصاح عن الدولة، التى مررت هذه المعلومات للاستخبارات البريطانية، وأضافت الصحيفة، أن المسؤولين البريطانيين سألوا إن كانت قد ذهبت هذه المعلومات للطرف المصرى، وقيل لهم إن مصر تسلمتها للمساهمة فى التحقيقات، رغم قول وزير الخارجية المصرى، إن أجهزة الاستخبارات لم تشارك مصر المعلومات التى حصلت عليها، وأوضحت الصحيفة، أيضًا قول المحلل فى "مجموعة ليفنتنين" المتخصصة فى الاستشارات الأمنية لمنطقة الشرق الأوسط، "مايكل هورويتز": إن صحت التخمينات بسقوط الطائرة بفعل قنبلة، فسيكون أبوأسامة المصرى مشاركًا فى الخطة، لقد استدرجت بريطانيا المسؤولين الروس للفخ البريطانى حتى يفعل الإسفين أفاعيله.
ومؤخرا أعلنت روسيا عن مكافأة قدرها خمسين مليون دولار لمن يدلى بمعلومات عن مفجرى الطائرة التى سقطت على الأرض المصرية، وأن روسيا سوف تلاحق المجرمين أينما كانوا، هنا يتأكد الجميع من نجاح الإسفين البريطانى لإفساد العلاقات المصرية الروسية، حيث بدأت ردود بعض المصريين فى برامج التوك شو، الرد بعصبية وفجاجة وعدم فهم، لدرجة أن وزيرا مصريا ظهر على الفضائيات وهو يصر على أن علاقة مصر بـ"الاتحاد السوفيتى" علاقة قوية، ولم يذكر اسم "روسيا" بل استبدلها عدة مرات بـ"الاتحاد السوفيتى" كما لو كان متعمدا وليس مجرد خطأ أو سهو يمكن تصحيحه، بل إنه ردد "الاتحاد السوفيتى" عدة مرات دون أن يصحح اسم الدولة الصديقة إلى "روسيا".
وأتمنى قبل أن يستفحل فعل الإسفين البريطانى أن تتدخل القيادة السياسية المصرية العليا بنفسها مع القيادة السياسية الروسية العليا بنفسها للتفاهم حول ما جرى، لوأد الإسفين البريطانى قبل أن يستفحل شره أكثر وأكثر، فهو إسفين أعد بعناية على المستوى المخابراتى والدبلوماسى والإعلامى، ونحن لا نشك لحظة واحدة فى حكمة الرئيس "عبدالفتاح السياسى" وخبراته الأمنية المهمة وموهبته فى اكتشاف مكامن الخطر، والتزامه التام الذى ألزم به نفسه فى الدفاع عن الوطن ضد كل الأخطار، لذلك سوف ينجح فى وأد الإسفين البريطانى اللعين، كما ينجح دائما فى وأد عمليات إرهابية أضخم كثيرا مما حدث فى باريس.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة