وائل السمرى

عقد ثقافى جديد ماذا بعد مبادرة مكتبة الإسكندرية؟

الأحد، 22 نوفمبر 2015 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ الرابع عشر من الشهر الحالى وحتى الثامن عشر منه أقامت مكتبة الإسكندرية مؤتمرين غاية فى الأهمية، هما مؤتمر دعم التنوع الثقافى والابتكار ومؤتمر الثقافة العربية، وقد كان لى شرف المشاركة فى المؤتمر الثانى بورقة حاولت خلالها أن أقدم أهم التحديات التى تواجه الإعلام الثقافى وبعض الخطط لإزالة هذه التحديات، وفى اعتقادى فإن هذين المؤتمرين المهمين يصلحان ليكونا نواة «عقد ثقافى» جديد، نؤسس من خلالها لما يمكن أن نسميه «المنظور الثقافى للحياة فى مصر»، فللأسف على مدى العقود الأربعة الماضية توارت الثقافة عن الحياة، وأصبح لقب «مثقف» لا يطلق إلا على المشتغلين بالثقافة أو الإبداع، وبهذا حرمت الثقافة من المتلقى الذى يهب الثقافة قيمتها وحيويتها، كما حرمت الحياة من «المثقفين» الذين لا يعملون فى الثقافة، وإنما يحملون رسالتها ويشيعونها فى كل مكان يحلون فيه.

ربما هى المصادفة وحدها هى التى جعلت هذين المؤتمرين متتاليين بهذا الشكل، لكن فى الحقيقة فإن هذين المؤتمرين يكملان بعضهما بعض، فتطوير العمل الثقافى فى مصر لا يستقيم إلا إذا تبعته نهضة ثقافية عربية، كما أن النهضة الثقافية العربية لن يكتب لها الديمومة والتحقق إلا إذا كان لمصر دور محورى فيها، وقد استمتعت على مدار هذه الأيام بالأطروحات الفكرية التى تم تقديمها فى المؤتمرين خاصة أنها تناولت العديد من أشكال الإبداع الثقافى فى مصر والعالم العربى، خاصة فيما يتعلق بمؤتمر دعم التنوع والابتكار الثقافى الذى يعد مؤتمرا ختاميا لبرنامج الاتحاد الأوروبى الذى أنفق عليه حوالى مليون يورو ليثبت أن للثقافة أجنحة قادرة على الطيران إلى ما بعد الغرف المعلقة والمفاهيم المعلبة، فامتد نشاط هذا البرنامج الطموح من السيدة زينب فى القاهرة إلى كوم الدكة فى الإسكندرية ثم إلى الأقصر وأسوان وغيرهما من المحافظات النيلية، وكانت لحظة رؤية الأعمال الفنية التى ابتكرها الشباب من خلال هذه المنحة من أسعد اللحظات التى مرت على أثناء مشاركتى فى هذه التظاهرة الثقافية، فليس هناك أروع من أن يرى أحد المهتمين بالثقافة آثار امتداد الفن إلى جيل جديد أصبح قادرًا على الإبداع والابتكار.

هنا يجب أن أؤكد على أن مكتبة الإسكندرية لم تكن الأولى التى اهتمت بهذا النوع من المؤتمرات وصياغة هذا النوع من الرؤى المستقبلية لحركة الثقافة فى مصر، لكن للأسف ذهبت هذه المؤتمرات وتوصياتها وأصبحت الكثير من الأفكار التى طرحت فيها «مشاعا» لكل من هب ودب، وللأسف أيضا فقد استولى العديد من المسؤولين على هذه الأفكار وحاولوا أن يطبقوها، لكن لأنها «أفكار مسروقة» لم يستوعبوها بالشكل الكافى، وبالتالى لم يستطيعوا الصمود بها فى وجه الجمود الاجتماعى الذى نعانى منه، وهنا يجب أن نؤكد على أن المشتغلين بالحقل الثقافى الآن عليهم الاستفادة من هذه الأبحاث والأطروحات وصياغتها فيما يشبه «الميثاق الثقافى» ليصبح هذا الميثاق نواة خطة استراتيجية ثقافية تعيد إلى مصر «مصر».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة