فقط ننتج الإرهاب، هذا ما يعرفه الغرب عنّا نحن العرب، فإذا ما حدثت أى عملية إرهابية اتجهت الأنظار نحو العرب، وقررت الحكومات غلق ما ببلادهم من مساجد- التى وصل الأمر لحد وصفها بـ"منازل الإرهاب"- ومنعت السلطات تأشيرات دخول العرب دولهم ومملكاتهم، وبصراحة كده عندهم حق.. ليه؟ هتعرف بس اصبر.
إذا ما سألت نفسك سؤالا مفاده: "ماذا ننتج؟"، وجدت الإجابة بكل أسف لا شىء، فقط نشترى، فقط نأكل، فقط نستخدم، فقط نلعب، فقط ننام، فقط نمرح، فقط نذهب، فقط نعود، والمحصلة لا شىء.
حادث فرنسا الإرهابى الأخير الذى خلف وراءه ما يقرب من 130 قتيلا، وأكثر من 300 جريح، بالتأكيد هز العالم بأثره، وأعتقد أن المشاعر الإنسانية بعيدة تمامًا عن هذه الهزة، وتلك ردود الفعل، فلماذا اهتز العالم إذًا؟.. ربما لأن فرنسا عاصمة النور أو لأنها أحد الأعضاء الخمسة الدائمين فى مجلس الأمن الدولى أو لأنها ثانى أكبر اقتصاد فى أوروبا- وكل بنى آدم يقدر ويحترم ويعز الفلوس- أو لأن الحادث وقع بحرفية فى 6 أماكن مختلفة فى وقت متزامن.. ما يهمنا هنا أن هذا الحادث أعطى بعض الرسائل لمن أراد أن يتذكر أو يخشى المستقبل.
رسائل الحادث الإرهابى
حادث فرنسا أخرج المواطنين الفرنسيين ليطالبوا بمقاطعة العرب، ومنتجات العرب، ساخرين فى الوقت نفسه منّا نحن العرب، قائلين: "Mais les Arabes ne produisent rien" التى ترجمتها "لكنهم لا ينتجون شيئا"..
رسالة -1- متى سنعمل على أنفسنا بالعلم والعمل لننتج كل ما نريد؟ متى؟
حادث فرنسا الإرهابى ثبَّت على العرب عامة والمسلمين خاصة تهمة الإرهاب، على حد زعمهم، للأسف نحن من غذينا عند الغرب ارتباط الإرهاب بالإسلام والمسلمين، بتصريحات البعض تارة، وأفعال المتأسلمين تارة أخرى، مع أنهم هم "الغرب" من يدبرون ويخططون وينفذون بأيديهم أو بأيد أحد منا، وقد ثبت أن المدبر للعمليات الإرهابية هو عبد الحميد أباعود بلجيكى الجنسية، لكن "إحنا اللى عملنا ده فى نفسنا ونجنى الآن ومستمرين للأسف.. ويارب الموضوع ميطولش"..
رسالة -2- نريد أن نمحو ذلك من أدمغتهم بالفعل والعمل، ونتعلم حسن استقبال السائحين ونتقنه.
حادث فرنسا الإرهابى وضع يده على جرح كبير عندنا نحن العرب، أننا لا ننتج شيئا، وهذه حقيقة لا ننكرها، نعم لا ننتج شيئا، للأسف نحن "كائن متطفل" يعيش على ما ينتج غيره، فطعامنا نستورده وسلاحنا أيضا، اللهم إلا إنتاج الأمراض والتخلف بفضل إهمال المسئولين.
رسالة – 3 - ليتحد العرب.. لينتج العرب.. ليبتكر العرب.. ليعمل المسئولين.
حادث فرنسا الإرهابى وتأثر العالم به، جعلنا نتحسر من جديد على ما يجرى فى فلسطين وما يُفعل بالمسجد الأقصى، وصمت العالم بأثره عن قتل الأطفال والشيوخ والنساء على يد الصهاينة، جعلنا نتحسر على قتل المسلمين فى بورما، جعلنا نتذكر قتل الفرنسيين للآلاف بعد استعمارهم الكثير من الدول والممالك، حيث كانت فرنسا ثانى أكبر إمبراطورية استعمارية عام 1950..
رسالة – 4 - أيها العرب أيها المسلمون حلوا قضية فلسطين.