اقتربنا من تحقيق الحلم، اقتربنا من اكتمال خارطة الطريق، فاليوم تبدأ المرحلة الثانية للماراثون الانتخابى، وهى المرحلة التى ننتظر بختامها أن يكون عندنا مجلس نواب حقيقى، مجلس نواب يراقب ويشرع ويحكم ويعزل أى وزارة ويشكل غيرها، هذا هو الحلم الذى انتظرناه منذ سنوات ودفعنا لتحقيق ذلك الكثير من دم هذا الشعب، لهذا علينا جميعًا أن نسعى لتحقيق هذا الحلم من خلال مشاركتنا فى الذهاب إلى لجان التصويت فى محافظات القاهرة، والقليوبية، والمنوفية، والدقهلية، والغربية، والشرقية، ودمياط، والإسماعيلية، وبورسعيد، والسويس، وشمال سيناء، وكفر الشيخ، وجنوب سيناء.
وبعيدًا عن التكتلات الحزبية والسياسية المنافسة فإن المرحلة الأولى التى جرت فى أكتوبر الماضى أفرزت عددًا من القوى السياسية داخل مجلس النواب، أعتقد أنها ستكون هى نفسها التى سوف تظهر فى المرحلة الثانية التى إذا اكتملت فإننا نكون قد وصلنا إلى نهاية خارطه الطريق التى من أجلها قام جيشنا العظيم بالإطاحة بحكم جماعة الإخوان، وعزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى فى 30 يونيو 2013، ومنذ هذا اليوم وشعب مصر يحلم بتغيير حقيقى، وممارسة العمل السياسى، وخلق كيانات سياسية وحزبية تكون قادرة على إدارة المرحلة المقبلة، خاصة أنه لم يتبق إلا استحقاق واحد، هو الانتخابات البرلمانية بعد أن نجحنا فى كتابة دستور جديد للبلاد، واختيار رئيس جمهورية، والآن نحن على أعتاب استحقاق ثالث، هو مجلس نواب 2015، وهو المجلس الذى نحلم جميعًا أن يكون من أعظم المجالس النيابية فى مصر والعالم العربى، وأن يمارس هذا المجلس دوره التشريعى والرقابى، وهو ما يحلم به أى مصرى بعد أن خلع مبارك وعزل مرسى.
يدخل المصريون داخل مصر اليوم، الأحد، امتحانًا جديدًا، حيث يتوجه 28.2 مليون ناخب فى 13 محافظة، وهو عدد أكبر بحوالى مليون عن عدد الناخبين فى المرحلة الأولى، للإدلاء بأصواتهم فى انتخابات المرحلة الثانية، فى حين بدأ المصريون بالخارج التصويت أمس، السبت، ولا يتبقى إلا الإعادة لهذه المرحلة، وستكون فى ديسمبر المقبل، بعدها يكون فى مصر مجلس نواب يمثل جميع أطياف الشعب.
إذن، أيام قليلة ويكون لدينا برلمان من لحم ودم، برلمان نتمنى أن يكون مختلفًا ولو قليلًا عن برلمانات عصر الفاسد مبارك، والفاشى مرسى، برلمان خالٍ من مصطلحات «سيد قراره»، أو «موافقون»، أو «نواب الكيف»، أو «نواب القروض» وغيرها مما وجد فى المجالس السابقة التى كانت عارًا على الحياة السياسية، والسبب أن أغلب هذه المجالس جاء عبر عمليات تزوير للنتائج، أو تقفيل اللجان، أو تسويد لبطاقات الانتخابات، وهذا الثالوث هو الذى أفرز برلمانات مشوهة وممسوخة وفاسدة، برلمانات كانت تسبح باسم الرئيس، برلمانات كانت تأتى لخدمة الرئيس وأغراضه وليس لخدمة الشعب، وأفرزت نوابًا جاءوا لنهب ثروات الشعب الذى أعطاهم أصواتهم، لكنهم انقلبوا على هذا الشعب، نوابًا استخدموا الحصانة البرلمانية لكى ترتكب كل الجرائم دون رقيب بعد أن اختبأ كل النواب الفاسدين فى جلباب الحصانة التى دمرت كل مجالس الشعب السابقة منذ الملكية وحتى الآن.
ويبقى السؤال: ما الذى تغير فى شعبنا حتى يجعلنا نراهن على نغمة التغيير؟، فهذا الشعب هو الذى تسبب فى أن يحكمنا آل مبارك لمدة 30 عامًا، شعب عندما ضاق بحكم مبارك وحزبه الفاسد جاء بمحمد مرسى وجماعته الفاشية، وحتى الآن نخشى ألا يكون هذا الشعب قد تعلم الدرس، خاصة أن مجلس نواب 2015 لن يكون بقوة وزخم برلمانات ما قبل يناير ويونيو بعد اختفاء أغلب من مارسوا العمل السياسى، والنتيجة لن تكون لصالح مصر، خاصة أن عمل النائب فى هذه الحالة لن يتجاوز عمل أعضاء المجالس المحلية، وبدلًا من أن يكون دور النائب هو التشريع نجده يتحول بقدرة قادر إلى نائب للكيف والقروض وغيرها من الاتهامات التى طالت نواب عصرى مبارك ومرسى.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة