طبقا لإحصائيات الاتحاد الفيدرالى الدولى للسكر، هناك سبعة ملايين وستمائة ألف مريض سكر فى مصر تم تشخيصهم، بالإضافة إلى ثلاثة ملايين وثمانمائة ألف يجهلون إصابتهم بالمرض، وبهذا يكون معدل الإصابة بالسكر فى مصر 15.4% من إجمالى التعداد السكانى، وكان هناك 72327 حالة وفاة ناتجة عن مرض السكر ومضاعفاته عام 2014، منهم 34355 سنهم أقل من ستين عامًا أى بنسبة 47.5%.
ما سبق أن أكده د. هانى نعيم، استشارى أمراض السكر، وأضاف أنه مع محاولات توضيح السبب فى ارتفاع هذه النسبة فى مصر مقارنةً بمختلف الدول ثبت أن أحد أهم الأسباب هو ارتفاع مستوى الدهون بالدم.
وأضاف أن نسبة الإصابة بارتفاع دهون الدم أعلى فى مرضى السكر عن غيرهم، وهذا لأن الكبد لا يستطيع أن يتعامل مع دهون الدم مع معدلات سكر مرتفعة خاصةً فى مرضى السكر من النوع الثانى، لأن مقاومة الجسم للأنسولين تقلل من قدرات الكبد على استيعاب الدهون.
كما أن ارتفاع دهون الدم له تأثير مباشر على أمراض الشرايين وأهمها شرايين القلب والمخ والأطراف، مما يسبب زيادة فرص التعرض لجلطات القلب والمخ و ضيق الشرايين الطرفية (القدم السكرى)، ومن الممكن بسهولة فى أغلب الحالات تفادى هذه المضاعفات عن طريق ضبط السكر وضبط معدل الدهون باستخدام الأدوية الخافضة للدهون من فئة "ستاتين".
ويضيف: الكارثة الحقيقية ليست فى كل هذا ولكن ظهرت فى آخر إحصائية فى مصر أن نسبة مرضى السكر الذين يعرفون أن لديهم ارتفاعًا فى مستوى الكوليسترول بالدم هم 5% فقط، مؤكدًا أن المعنى الوحيد لهذه النسبة المنخفضة جدًا هو أنهم لم يقوموا بتحليل دهون الدم من قبل، مؤكدًا أن من أساسيات علاج مرض السكر قياس مستوى دهون الدم عند التشخيص ومتابعته سنويًا إذا كان معدله طبيعيًا.
أما إذا كان مرتفعًا فيجب متابعته كل ثلاثة أشهر على الأقل مع العلاج أو كل ستة أشهر إذا كان منتظمًا مع العلاج. والجدير بالذكر أن ارتفاع دهون الدم مرض مزمن مثل السكر وضغط الدم أى لا يوجد علاج نهائى له فيجب أن ينتظم المريض على العلاج باقى دائمًا.
ويوضح د. هانى أنه يوجد الكثير من الأفكار المغلوطة فى مصر مثل أن أدوية الكوليسترول ضارة للكبد فلا يجب تناولها أكثر من شهر. والصحيح هو أن القليل جدًا من المرضى قد يصابون بالتهاب كبدى دوائى من بعض أدوية الدهون وهنا يقوم الطبيب بتغيير نوع الدواء وليس إيقافه تمامًا.
لهذا السبب يطلب الطبيب من المريض متابعة إنزيمات الكبد بعد فترة وجيزة من بدأ العلاج، فإن لم ترتفع فالأمر يشير إلى أنه لم يحدث أى خلل بالكبد. والمريض الذى لم يصاب بالتهاب كبدى مع بداية العلاج لن يصاب به أبدًا.
ومن الأفكار المغلوطة أيضًا أنه يمكن إيقاف العلاج بعد ضبط معدلات الدهون وهذا خطأ لأنه مع وقف العلاج يختفى تأثيره وتعود معدلات الدهون فى الارتفاع.