«يوضع سره.. فى أضعف خلقه» مقولة التأمل فيها يدفعك إلى الأمل دائماً.. فالسر الإلهى، الذى يكمن فيه حلول كثيرة لمشاكل البشر، الذين أقيمت الدنيا من أجلهم، يصبح جاهزاً لغوث الـ«بنى آدم».. وبكل تأكيد، ما أضعف القطة.. الهرة.. سميها زى ما أنت عايز يا أفندم!
واقعة قطط الأهلى.. كاشفة، يمكن عبر تحليلها وضع إيدينا على بلاوى إدارية كثيرة تحيط بالشارع الكروى، الرياضى، بل بمصر كلها جمعاء.. فكل مشاكلنا نتاج هذا التخلف الإدارى.. وتصورات قليلى الحيلة، إذا لم نقل الفشلة فى تطوير الإدارة يا خلق الله، لأن المتقدمين، وضعوا كل عناوين التقدم فى عنوان واحد.. ولعل المشهد الأمريكى على حضارته ضد العالم، إنما فى الداخل الحكومة عندهم حضرتك اسمها الإدارة الأمريكية؟!
الحالة الأهلاوية.. تفرق كتير.. وتشير إلى أن الإدارة التى كان يقال عنها بالأهداف.. يعنى هاتعمل إيه.. وهاتقدم إيه.. وصلت إلى أن تصبح بالمصرى.. الإدارة بطريقة «حبيبك يبلع لك الزلط.. وعدوك يتمنى لك دبح القطط»!
المشهد فى الأهلى.. حقق كل هذه المقولة.. ويمكن أن يوضح لنا أن خناقة قتل القطط.. أصبحت تدار على ثلاثة محاور.. الأول، هو أن يكشف من هم ضد المجلس الحالى رغبتهم فى الضغط، لإبراز معظم العورات الإدارية، والثانى فريق المبرراتية للتقرب من الإدارة، والمحور الثالث.. المجموعة التى ترى أن قتل القطط بهذه الطريقة المخيفة، ليس فقط إزهاقا لأرواح خلقها الله، وكان يمكن الخلاص منها بطريقة أو أخرى، وتعاملوا بمنطق من «لا يرحم، لا يرحم».. وأن خطورة شديدة على الأطفال والعمال فى النادى العريق، كانت جاهزة لولا عناية الله؟!
هذا الفصيل.. رد بقوة، على من قالوا: أنتم بتدافعوا عن قطط.. طيب شوفوا البشر مهدرى الحقوق فى مصر.. أو وجهوا جمعياتكم لحقوق الإنسان، بدلاً من حقوق الحيوان!
أما.. ما يحدث فى القلعة الحمراء.. الحقيقى فى الموضوع فهو المنافسة الشرسة بين من يخافون على الإدارة الحالية.. ومن يقفون ضدها، ويمدون يد العون بالإعلام، والإعلان، والتواصل الاجتماعى بكل فروعه لمن يخافون على القطط لدفعهم نحو معركة الإجهاز على رئيس الأهلى ومن معه، فى ظل رفضه حتى الآن انقلاب النائب أحمد سعيد ومن معه، لدرجة عدم تنفيذ قرارات جلسة 8 نوفمبر بإعادة إدارة الإعلام للقيادة القديمة.. وتسليم سمير عدلى مكتبه، بالإضافة لخروج موظفى إدارة الإعلام، ومديرها الشاب من مكاتبهم.. كل هذا لم يحدث حتى الآن.. لهذا فإن معركة الققط تصلح عنواناً للصراع الحالى.. وترى من سيكون بـ7 أرواح مثل القطط فى موروثنا الشعبى!
ما نرصده منذ أزمة 8 نوفمبر يؤكده، بقاء المدير التنفيذى اللواء محمود علام فى إجازة منذ هذه الجلسة، لم تنته حتى اليوم، فتوقيعه مهم جداً لتنفيذ قرارات المجلس، التى رفضها الرئيس محمود طاهر، ومحمد عبدالوهاب وكامل زاهر، أمين الصندوق الأحمر.. الحكاية لها أبعاد يا سادة.. لكن وفى كل الأحوال، يمكن أيضاً أن تتناولها حضرتك، بطريقة كما أسلفنا قد تنير ضوءا يبين ما تحتاجه الإدارة الحمراء وغيرها من تطوير!
¿ يا سادة.. البداية.. مع المرض المزمن للإدارة فى مصر، وأعراضه التى دائماً ما يقول عنها المسؤولون إنها عادية خالص.. فهل تتصور سيدى القارئ، أن إدارة بحجم النادى الأهلى تتفق مع شركة للخلاص من القطط.. دون أن يكون بالعقد بند يوضح طريقة الخلاص؟ وهل هى القتل، أو التخدير، أو النقل فى أجولة جمع «جوال».. يعنى «الشوال» بالبلدى، ودى كانت طريقة تسريب القطط فى المحروسة.
¿ هل فتح مسؤولو الإدارة الحمراء تحقيقاً مع من قام بالتعاقد مع الشركة.. دون تحديد نوع الخلاص، وطريقة النقل.. أو الدفن؟!
بلاها دى.. طيب من المسؤول عن وضع لانشون وجبن فى أطباق بطريقة عشوائية فى أرجاء النادى، وحتى الآن ما لدينا يؤكد أن الوجبة كانت سامة، وهل فكر أصحاب هذه الخطة الجهنمية.. أن طفلاً.. أو عاملاً بسيطاً ربما لم ير اللانشون والجبن منذ زمن بعيد، وربما كانت هذه هى المشاهدة الأولى له بالنسبة لأكلات يسمع عنها فقط؟!
¿ يا سادة.. لماذا الإسراع فى الخروج ببيان يؤكد أن ما حدث واقعة تخدير ليس إلا؟!، بينما القاصى، قبل الدانى، يعى تماماً أن الطعام لا يمكن أن يكون به مادة مخدرة.. وأن المخدر أكيد يحتاج إلى الحقن.. ولأن العجلة رمز للتكتم الإدارى المصرى، فات على من صرح بحكاية التخدير دى أن يشير إلى وجود متخصصين فى الحقن قاموا بحقن القطط، قبل حضور الأعضاء، وآهه كام صورة برضه للقطط وهى فى طابور تنتظر دورها فى حقنة التخدير!
¿ يا سادة.. إذا كان.. لابد من الخلاص من قطط الجزيرة الحمراء.. فلماذا لم تنتبه الإدارة إلى ضرورة الاستعداد وإبلاغ جمعية الرفق بالحيوان.. وبها فرق أيضاً للقتل الرحيم، أو جمع القطط، والتصرف فيها من خلال مراكز الجمعية، ربما حتى تقديمها طعاماً للأسود والكواسر بحدائق الحيوانات المصرية.. وآهه لقمة هنية للحيوانات المفترسة المصرية.. فى بيتها يعنى؟!
إنما لأن الحكاية ماشية، مع الاعتراف بأن الإدارة الحمراء، ربما هى الأفضل بين نظيرتها فى مصر، إنما يبدو أن القطاعات فى النادى العتيق تدير بنظرية خلص نفسك.. وإلا ما وقعوا فى خطأ بهذا؟!
> يا سادة.. إذا كان هناك ما يمكن رصده الآن، فهو ظاهرة قديمة، لكن يتم تحديثها وكأنها الطريق للتقدم المنشود، وهى أن يلعب كل فريق ضد الآخر فى كل الأحداث.. هاتقولوا يعنى إيه؟.. يا حضرات.. نقول لسيادتكم!
ببساطة وراجع بنفسك يا مولانا.. ستجد أصواتاً خرجت بكل سرعة دعماً للإدارة بأقوال موحدة هى: «هو فيه إيه يعنى.. الإدارة تعمل إيه.. القطط كانت مقززة.. وبتخربش الأولاد؟!».
الرد عليهم.. طيب ليه القتل بالسم؟!
فى ثانية: «إفرض يعنى.. طيب اللى مش حاسين بالبشر.. وخايفين على القطط.. ليه ماراحوش الشركة.. وعملوا وقفة احتجاجية هناك.. يعنى.. هو كل حاجة الإدارة حدرتك» بالتاء!
أما من هم ضد المجلس.. فعلى الفور ينضمون للمجموعة التى ترفع شعار «الرفق بالحيوان».. لينظموا لهم «وقفات» واحتجاجات.. ويطلبوا لهم «التوك شوهات»، مع إبراز كل الخطايا!، وبالطبع مجموعة «الرفق بالحيوان» تجد فيهم عوناً على المساعدة!
¿ يا سادة.. ولمن يقول: «شوفوا البنى آدميين أولاً.. قبل الحيوانات.. لازم نقول لحضراتهم».. طبعاً.. إنما البداية هى بالإصلاح الإدارى.. مش حكاية البنى آدم الأول.. ولا الحيوانات، حضراتكم لازم تطالبوا بالحقوق طبعاً.. إنما فين واجباتكم؟!
نظرية «حب.. وإكره» لن تقدم جديدا.. لدرجة أن من يرون مجلس الأهلى فاشلاً.. وقفوا وتسمروا فى أماكنهم وكأن الوقت حان للانقلاب على مجلس طاهر.. ومن يدعون حب الإدارة والخوف عليها اسم الله.. فوراً نفوا العملية الوحشة دى.. ده يمكن كمان يشكروا الإدارة على الخلاص من قطط زملكاوية مندسة؟!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة