أيها العالم، كم أنت ظالم، غير منصف، تجرى لاهثا وراء الأقوياء، وتؤيد وتدعم مواقفهم، فإذا قالوا عن الحق باطلا، تصرخ أنت مرددا باطلا باطلا، وإذا قالوا إن الباطل حق، تتكفل متطوعا بترديد حق حق.
فبينما قلب أوروبا يرتجف خوفا ورعبا من داعش، واستطاع ثمانية إرهابيين فقط، دفع فرنسا إلى النوم مبكرا «من المغرب»، وتحويل مدينة النور والملائكة، باريس، إلى مدينة يسكنها الأشباح، فإن مصر تجرى المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية فى 13 محافظة، بشكل عام، وفى قلب سيناء بشكل خاص.
سيناء التى سطرت وسائل الإعلام الأمريكية والأوروبية، أسطورة انتزاعها من حضن الدولة، وفقدان الإدارة المركزية السيطرة عليها، أجرى على أراضيها الطاهرة بدماء شهداء أبنائها، الذين استشهدوا فى معركة التحرير من دنس الصهاينة، انتخابات البرلمان.
شاهدنا بأم أعيينا، كما شاهد العالم، الطوابير تقف أمام لجان رفح والشيخ زويد وبئر العبد والحسنة والعريش، وسط إقبال كبير للغاية بالمقارنة بنسبة الإقبال العام فى باقى محافظات الجولة الثانية، حيث بلغت نسبة الإقبال فى اليوم الأول %14,55.
رأينا أيضا الإجراءات الأمنية، وسيطرة قوات الجيش والشرطة، بجانب دعم من أبناء القبائل على المشهد الانتخابى سيطرة كاملة، ولم يحدث أى أعمال عنف أو إرهاب، أو خروج عن القانون، ومع ذلك ترى وسائل الإعلام الأمريكية، ومن خلفها الأوروبية، أن سيناء خارج سيطرة الدولة!!
وتسأل إذا كانت مصر تجرى الانتخابات فى قلب سيناء، وسط وجود القضاة ورجال الأمن، فماذا نقول عن تركيا التى لم تستطع إجراء الانتخابات أوائل الشهر الجارى، فى جنوب البلاد التى يقطنها الأكراد، وألغت الدوائر الانتخابية فى تلك المناطق؟ ألا نصحح المفاهيم على ضوء الحقائق على الأرض، ونقول إن سيناء فى حضن الدولة المصرية، وتحت سيطرتها الكاملة، بينما تركيا فقدت سيطرتها تماما على الجنوب الذى يقطنه الأكراد، نظرا للقلاقل والفوضى وعدم قدرة الأمن هناك على السيطرة على الأوضاع؟!
الأمريكان والأوروبيون، لا يَرَوْن فيما يحدث فى مصر من عمليات إرهابية حقيرة، إلا إنها ثورة، ضد النظام، وأن الإخوان الإرهابية، جماعة سلمية، يجب أن تكون فى صدارة المشهد، بينما يرون فى العملية التى وقعت فى قلب باريس، عملا إرهابيا يجب مواجهته بكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة.
أيضا لا يَرَوْن إجراء الانتخابات فى قلب سيناء، وسيطرة الأمن على الأوضاع، ويرددون الوهم فقط الذى يعشش فى أذهانهم، من باب الأمانى والأحلام أن تصبح أرض الفيروز خارج سيطرة الدولة المصرية، بينما يَرَوْن الجنوب التركى الذى فشلت فيه أنقرة فى إجراء الانتخابات لدواعٍ أمنية، مناطق تقع تحت سيطرة الدولة التركية، فى قلب للحقائق، وتزييف للواقع، وتغييب للعقل.
حاليا وفى «بروكسل» عاصمة أوروبا، وليست بلجيكا فقط، انتشرت فى شوارعها مدرعات الجيش وآلياته للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، ما يؤكد أن كل أوروبا، وأمريكا، يعيشون رعب انقلاب السحر على الساحر، فداعش صناعتهم، أرادوا تسخيرها لهدم الأوطان العربية والإسلامية، ولم يضعوا فى حسبانهم أن الوحش عندما يتضخم يلتهم صاحبه، مثلما يحدث الآن.
داعش بدأت فى جمع معلومات عن أسماء وعناوين ضباط وجنود وموظفين فى كل من مكتب التحقيقات الفيدرالى FBI ووكالة المخابرات المركزية CIA فى أمريكا، ووضعهم على قوائم الاغتيال، والتصفية الجسدية، فى تطور مذهل، وسريع، أصاب هذه الأجهزة بحالة من الذهول، حسبما هو منشور فى الصحف الغربية، وليس وسائل الإعلام العربية.
دندراوى الهوارى
أوروبا مرعوبة من «داعش».. ومصر تنتخب فى قلب سيناء!!
الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015 12:01 م